الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٩٢
لخيرنا نحن المؤمنين، والموافقة لعمل قدرته العزيزة 20 الذي عمله في المسيح، إذ أقامه من بين الأموات وأجلسه إلى يمينه (15) في السماوات 21 فوق كل صاحب رئاسة وسلطان وقوة وسيادة (16) وفوق كل اسم يسمى به مخلوق، لا في هذا الدهر وحده، بل في الدهر الآتي أيضا، 22 وجعل كل شئ تحت قدميه (17) ووهبه لنا فوق كل شئ رأسا للكنيسة، 23 وهي جسده وملء ذاك الذي يمتلئ تماما بجميع الناس (18).
[الخلاص المجاني في المسيح] [2] 1 وأنتم، وقد كنتم أمواتا بزلاتكم وخطاياكم 2 التي كنتم تسيرون فيها بالأمس، متبعين سيرة هذا العالم، سيرة سيد مملكة الجو (1)، ذاك الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية (2).. 3 وكنا نحن أيضا جميعا (3) في جملة هؤلاء نحيا بالأمس في شهوات جسدنا (4) ملبين رغبات الجسد ونزعاته. وكنا بطبيعتنا (5) أبناء الغضب كسائر الناس، 4 ولكن الله الواسع الرحمة، لحبه الشديد الذي أحبنا به، 5 مع أننا كنا أمواتا بزلاتنا، أحيانا مع المسيح (بالنعمة نلتم الخلاص) (6) 6 وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماوات في المسيح يسوع.
7 فقد أراد أن يظهر للأجيال الآتية نعمته الفائقة السعة بلطفه لنا في المسيح يسوع، 8 فبالنعمة نلتم الخلاص بفضل الإيمان. فليس ذلك منكم، بل هو هبة من الله، 9 وليس من الأعمال لئلا يفتخر أحد. 10 لأننا من صنع الله خلقنا في المسيح يسوع للأعمال الصالحة التي أعدها الله بسابق إعداده لنمارسها (7).

(١٥) مز ١١٠ / ١.
(١٦) راجع قول ١ / ١٦ +.
(١٧) مز ٨ / ٧.
(١٨) الترجمة اللفظية: " وملء ذلك المملوء تماما في كل شئ ". تسمى الكنيسة، كما في أف ٣ / ١٩ و ٤ / ١٣ +، ملء المسيح (راجع قول ١ / ١٩ +). يملأها المسيح من خيرات الحياة الإلهية، وهو نفسه مملوء من الله، على ما ورد في قول ٢ / ٩ - ١٠. ولسنا بعيدين عن عبارات يوحنا: الآب في الابن، والابن في التلاميذ، والتلاميذ في العالم (يو ١٧ / ١١ و ٢٠ - ٢٦ وراجع يو ١ / ١٦).
(١) الترجمة اللفظية: " متبعين رئيس قوة الجو ". كان الجو، في نظر الأقدمين، يمتد من الأرض إلى القمر. ويفهم من الرسالة أنه مجال القوات المناوئة التي تدس نفسها بين الله والبشر.
(٢) تبقى الجملة معلقة، والفكرة التي تبدأ في الآية الأولى تستأنف في الآية ٥.
(٣) اليهود والوثنيين هم كلهم في وطأة دينونة واحدة وغضب واحد (راجع روم ١ / ١٨ و ٣ / ٢٠).
(٤) عن مفهوم الجسد، راجع ١ / ٣ +.
(٥) فسرت عبارة " بطبيعتنا " بمعنى " بالمولد " ووجد فيها إثبات للخطيئة الأصلية (راجع روم ٥ / ١٢ +). لكن عبارة " بطبيعتنا " تعارض عبارة " بالنعمة "، ويبدو غضب الله نتيجة مباشرة للخطايا الشخصية.
(٦) الترجمة اللفظية: " إنكم مخلصون ". تدل صيغة الفعل اليوناني على الحالة الحاضرة الناتجة عن عمل ماض.
تنظر الرسالة إلى الخلاص وقيامة المؤمنين وارتفاعهم إلى السماوات (الآية ٦) نظرتها إلى حقائق واقعية. سبق أن رسم بولس الخطوط الأولية للخلاص الذي تحقق في الرسالة إلى أهل قولوسي (راجع 2 / 12 +)، ونجد هذه الخطوط في أف أيضا وكلاهما تمتازان عن سائر رسائل بولس السابقة وفيها تعبر هذه الأقوال عن صيرورة (راجع الأفعال في صيغة المستقبل في روم 6 / 3 - 11 و 8 / 11 و 17 - 18) وتبدو موضوع رجاء (روم 8 / 24).
(٥٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 587 588 589 590 591 592 593 594 595 596 597 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة