الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٩٩
الرائحة ". (3) 3 أما الزنى والفحشاء على أنواعهما أو الجشع، فتجنبوا حتى ذكر أسمائها بينكم، كما يحسن بالقديسين. 4 لا بذاءة ولا سخافة ولا مجون، فذلك منكر، بل شكر بالأولى. 5 فاعلموا أنه ليس للزاني ولا لمرتكب الفحشاء ولا للجشع (الذي هو عابد أوثان) ميراث في ملكوت المسيح (4) والله. 6 لا يخدعنكم أحد بباطل القول، فإن ذلك يستنزل غضب الله على أبناء المعصية (5)، 7 فلا تكونوا لهم شركاء. 8 بالأمس كنتم ظلاما، أما اليوم فأنتم نور في الرب. فسيروا سيرة أبناء النور (6)، 9 فإن ثمر النور يكون في كل صلاح وبر وحق. 10 تبينوا ما يرضي الرب 11 ولا تشاركوا في أعمال الظلام العقيمة، بل الأولى أن تشهروها: 12 إن الأعمال التي يعملونها في الخفية يستحيا حتى من ذكرها. 13 ولكن كل ما شهر أظهره النور، 14 لأن كل ما ظهر كان نورا.
ولذلك قيل:
" تنبه أيها النائم وقم من بين الأموات يضئ لك المسيح " (7).
15 تبصروا إذا تبصرا حسنا في سيرتكم فلا تسيروا سيرة الجهلاء، بل سيرة العقلاء، 16 منتهزين الوقت (8) الحاضر، لأن هذه الأيام سيئة. 17 فإياكم أن تكونوا من الأغبياء، بل افهموا ما هي مشيئة الرب. 18 لا تشربوا الخمر لتسكروا، فإنها تدعو إلى الفجور، بل دعوا الروح يملأكم، 19 واتلوا معا مزامير وتسابيح وأناشيد روحية (9). رتلوا وسبحوا للرب في قلوبكم 20 واشكروا الله الآب كل حين على كل شئ باسم ربنا يسوع المسيح.
[أخلاق بيتية] 21 ليخضع بعضكم لبعض بتقوى المسيح (10). 22 أيتها النساء، إخضعن لأزواجكن خضوعكن للرب، 23 لأن الرجل

(٣) ذكريات مبهمة من خر ٢٩ / ١٨ ومز ٤٠ / ٧ وحز ٢٠ / ٤١.
(٤) عبارة فريدة في العهد الجديد. أف تجمع بين مملكة المسيح ومملكة الله، في حين أن ١ قور ١٥ / ٢٤ - ٢٨ تميز بينهما تمييزا واضحا.
(٥) عن " أبناء المعصية "، راجع أف ٢ / ٢ +.
(٦) تضم هذه الفقرة استعارات التعليم العمادي التقليدية، لقد وجدنا أولا استعارة " اللباس " الذي يخلعه الإنسان ويلبسه (٤ / ٢٢ - ٢٥)، ثم موضوع " الاقتداء " بالله (٥ / ١)، وأخيرا التعارض بين " الظلام " و " النور " الذي تمتاز به كثيرا نصوص قمران والمسيحية الأولى (يع ١ / ١٧ - ١٨ و ١ بط ٢ / ٩ و ١ يو ١ / ٥ - ٧). تتخلل العظات الإيجابية " لوائح رذائل " تعود هي أيضا إلى التعليم الشائع وقد وردت حتى في الأدب اليهودي.
(٧) استشهاد بنص غير معروف، يرجح أنه نشيد مسيحي قديم (راجع ١ طيم ٣ / ١٦) ويبدو أنه مستوحى من سفر أشعيا (اش ٢٦ / ١٩ و ٥١ / ١٧ و ٥٢ / ١ و ٦٠ / ١).
ويتابع اقليمنضس الإسكندري فيقول: " هو شمس القيامة، المولود قبل لوسيفيرس والواهب الحياة بأشعته ".
وهناك قراءة مختلفة أيدها عدة آباء الكنيسة، ورد فيها: " قم من بين الأموات، تلمس المسيح "، أو أيضا: " يلمسك المسيح ". للاستنارة أهمية كبيرة في مفردات المعمودية (عب ٦ / ٤ و ١ بط ٢ / ٩).
(٨) الترجمة اللفظية: " وافتدوا الوقت ". العبارة نفسها في قول ٤ / ٥، لكن المعنى أعم هنا. أما عبارة " الأيام سيئة "، فقد نسبت إما إلى أيام الرسالة، وإما إلى زمن الكنيسة بوجه عام. الموضوع معروف في الأدب الحكمي (جا ٩ / ١٠)، لكنه اتخذ هنا أسلوبا أخيريا.
(٩) راجع قول ٣ / ١٦ +.
(١٠) يعود بولس في هذه الرسالة إلى العظة التي ألقاها في قول ٣ في العلاقات الجديدة (راجع ٣ / ١٨ +). غير أن في هذه الرسالة شرحا خاصا لاتحاد المسيح والكنيسة يضفي على الفصل بعدا جديدا.
(٥٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 594 595 596 597 598 599 600 601 602 603 604 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة