الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٨٤
إلى الحياة والسلام. 7 ونزوع الجسد عداوة لله، فلا يخضع لشريعة الله، بل لا يستطيع ذلك.
8 والذين يحيون في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله. 9 أما أنتم فلستم تحيون في الجسد، بل في الروح، لأن روح الله حال فيكم. ومن لم يكن فيه روح المسيح فما هو من خاصته. 10 وإذا كان المسيح فيكم فالجسد ميت بسبب من الخطيئة، ولكن الروح حياة بسبب من البر.
11 فإذا كان الروح الذي أقام يسوع من بين الأموات حالا فيكم، فالذي أقام يسوع المسيح من بين الأموات يحيي أيضا أجسادكم الفانية بروحه الحال فيكم. 12 فنحن إذا أيها الإخوة علينا حق، ولكن لا للجسد لنحيا حياة الجسد (7)، 13 لأنكم إذا حييتم حياة الجسد تموتون، أما إذا أمتم بالروح أعمال الجسد فستحيون. 14 إن الذين ينقادون لروح الله يكونون أبناء الله حقا. 15 لم تتلقوا روح عبودية لتعودوا إلى الخوف، بل روح تبن به ننادي:
أبا (8)، يا أبت!. 16 وهذا الروح نفسه يشهد مع أرواحنا (9) بأننا أبناء الله. 17 فإذا كنا أبناء الله فنحن ورثة: ورثة الله (10) وشركاء المسيح في الميراث، لأننا، إذا شاركناه في آلامه، نشاركه في مجده أيضا (11).
[المجد الآتي] 18 وأرى أن آلام الزمن الحاضر لا تعادل المجد الذي سيتجلى فينا (12). 19 فالخليقة (13) تنتظر بفارغ الصبر تجلي (14) أبناء الله. 20 فقد أخضعت للباطل (15)، لا طوعا منها، بل بسلطان الذي (16) أخضعها، ومع ذلك لم

(7) إن الجزء الثاني من الطباق مقدر: الروح يقتضي منا أن نحيا بحسب الروح.
(8) هي الكلمة التي يستعملها الطفل عندما ينادي أباه: بابا. لا وجود لهذه الكلمة في مفردات الدين اليهودي.
وهي تعبر عما بين يسوع وأبيه من مودة بنوية ملؤها الأنس والحنان (مر 14 / 36 وراجع متى 11 / 25 ولو 22 / 42 الخ) يمكننا سر التبني من الاشتراك في تلك المودة البنوية (راجع غل 4 / 6).
(9) أفضل من " وهذا الروح ينضم إلى أرواحنا "، إذ يستبعد أن يكون هناك شهادتان.
(10) في العهد القديم، يدل الميراث على امتلاك أرض الميعاد (تث 4 / 21) ولا يفترض موت أحد. أما في العهد الجديد، فإن أرض الميعاد تصبح مجمل الخيرات الإلهية: الملكوت (متى 25 / 34) والحياة الأبدية (متى 19 / 29). والآب يهب جميع خيراته لابنه القائم من الموت، وعن يده للمؤمنين.
(11) الترجمة اللفظية: " لنشاركه أيضا في مجده ". إن حرف " اللام " لا يدل على الغاية التي من شأنها أن توجه المسيحي (كما لو وجب عليه أن يطلب الآلام للحصول على المجد)، بل يعبر عن الصلة اللازمة بين وجهي سر واحد، أي سر موت المسيح وقيامته (راجع فل 3 / 10 - 11).
(12) راجع 2 قور 4 / 17. هذا المجد هو منذ اليوم في المسيح القائم من الموت، لا بل في المسيحي نفسه بوجه من الوجوه (2 قور 3 / 18). لكنه لم يظهر حتى الآن. يتكلم بولس، لا على ظهور فقط، بل على كشف وتجل، لأن الإنسان لا يستطيع الآن أن يكون فكرة عن بهاء ذلك المجد المقبل، ولأن هذا التجلي يشمل، من خلاله، الخليقة كلها (الآيات التالية). راجع روم 3 / 23 +.
(13) إن حرف " الفاء " يوضح أبعاد تجلي مجد الله هذا وسعته الكونية.
(14) من الواضح أن المقصود هو تجلي المجد (الآية 18).
(15) هذه هي حال الخليقة بعد خطيئة الإنسان، وهو يستخدم الخليقة على وجه يخالف مشيئة الله، في خدمة أنانيته وطموحه إلى السيطرة. ويرى بعض المفسرين أن المقصود هو ما في المخلوقات من قابلية للفساد ومن الزوال.
(16) من الراجح أن المقصود هو الله (راجع تك 3 / 17) الذي يعاقب، ضمن تدبيره الخلاصي، خطيئة الإنسان، المسؤول الحقيقي عن هذا الاستعباد (راجع روم 11 / 32). ويرى بعضهم أن المقصود هو الله، ولكن بمعزل من خطيئة الإنسان (راجع الآية 20 +). ويرى بعضهم الآخر أن المقصود هو الشيطان.
(٤٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 479 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة