الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٨٥
تقطع الرجاء، 21 لأنها هي أيضا ستحرر من عبودية الفساد (17) لتشارك أبناء الله في حريتهم ومجدهم (18). 22 فإننا نعلم (19) أن الخليقة جمعاء تئن إلى اليوم من آلام المخاض (20)، 23 وليست وحدها، بل نحن الذين لنا باكورة الروح (21) نئن في الباطن منتظرين التبني (22)، أي افتداء أجسادنا، 24 لأننا في الرجاء (23) نلنا الخلاص، فإذا شوهد ما يرجى لم يكن رجاء، وما يشاهده المرء فكيف يرجوه أيضا؟ (24) 25 ولكن إذا كنا نرجو ما لا نشاهده فبالثبات ننتظره.
26 وكذلك (25) فإن الروح أيضا يأتي لنجدة ضعفنا لأننا لا نحسن الصلاة كما يجب، ولكن الروح نفسه يشفع لنا بأنات لا توصف (26).
27 والذي يختبر القلوب يعلم ما هو نزوع الروح فإنه يشفع للقديسين بما يوافق مشيئة الله. 28 وإننا نعلم أن جميع الأشياء تعمل لخير الذين يحبون الله، أولئك الذين دعوا بسابق تدبيره. 29 ذلك بأنه عرفهم بسابق علمه (27) وسبق أن قضى بأن يكونوا على مثال صورة ابنه (28) ليكون هذا بكرا لإخوة كثيرين. 30 فالذين سبق أن قضى لهم بذلك دعاهم أيضا، والذين دعاهم بررهم أيضا، والذين بررهم مجدهم أيضا (29).

(17) بمعنى " الباطل " (راجع الآية 20 +).
(18) الترجمة اللفظية: " لتشارك أبناء الله في حرية مجدهم ". سبق للعهد القديم أن علم أن العالم المادي سيشارك في المجد الأخيري المعد لشعب الله (اش 55 / 13 و 65 / 17). يبدو هذا القول هنا لازمة لتمجيد جسد المسيحي (الآيتان 17 و 23)، علما بأن هذا التمجيد هو ثمرة صليب يسوع وقيامته (راجع قول 1 / 18 - 20).
(19) نعرف ذلك من الوحي (تلميح إلى تك 3 / 17 خاصة).
(20) هذه العبارة الكتابية (على سبيل المثال: ار 13 / 21 واش 66 / 6 - 8) تدل في آن واحد على حالة حاضرة أليمة وعلى توقع حالة مقبلة مجيدة. هذه الفقرة كلها (الآيات 19 - 22) تثبت بقوة أن عالم المادة والجماد سيشرك في تمجيد جسد الإنسان في المسيح القائم من الموت. هذا، في نظر بولس، إثبات للإيمان، يجب ألا نخلط بينه وبين تفكير فلسفي في معنى العالم ومصيره.
(21) تتضمن فكرة الباكورة هنا هبة جزئية ومستبقة، عربون الهبة الكاملة المقبلة وضمانها (راجع 1 قور 15 / 20 وروم 11 / 16).
(22) التبني أمر قد حصلنا عليه منذ الآن (الآية 15). فما ننتظره هو كمال نتائجه: افتداء أجسادنا.
(23) خلاصنا أمر قد حصلنا عليه كالتبني (راجع الآية 23 +)، لكننا ننتظر تحقيقه التام.
(24) يستعمل بولس ألفاظا مأخوذة من حاسة البصر للكلام على أمور نفضل أن نتكلم عليها بألفاظ تدل على الحضور والامتلاك.
(25) وجه الشبه يعود إلى الأنين: أنين الخليقة (الآية 22) وأنين المسيحي (الآية 23) وأنين الروح (الآية 26).
(26) لا شك أن المقصود هو عمل الروح الذي ورد ذكره في الآية 15 (راجع غل 4 / 6). راجع أيضا 1 قور 2 / 10 - 13.
(27) المقصود هو الاختيار في المحبة، وفقا لمعنى هذه الكلمة في العبرية (راجع تك 18 / 19).
(28) المسيح صورة الآب الكاملة (قول 1 / 15)، والآب يرسم صورة ابنه في جميع الذين يشتركون في بنوته (روم 8 / 16 - 17). وهذه المطابقة لصورة الابن تتم بتحول باطني تدريجي (2 قور 3 / 18) ولن تكون تامة وكاملة إلا عند مجئ المسيح (1 قور 15 / 49).
(29) لا يشدد بولس على إبراز وجود تعاقب زمني لمراحل قد يتوافق بعضها، بل يريد أن يكشف عن حركة تتجه إلى غاية: المجد الذي تسربل به المسيح منذ الآن والذي سنناله عن يده. والتيقن من هذه الغاية، التي حصلنا على باكورتها منذ الآن، هو الذي يبرر لنا استعمال صيغة الماضي (" مجدهم أيضا "). راجع 2 تس 2 / 13 - 14 واف 1 / 11 - 13.
(٤٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة