الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٠٧
الشر، 2 فقتل بحد السيف يعقوب أخا يوحنا.
2 فلما رأى أن ذلك يرضي اليهود، قبض أيضا على بطرس، وكانت تلك الأيام أيام الفطير (3). 4 فأمسكه ووضعه في السجن، ووكله إلى أربعة أرهاط (4) ليحرسوه، كل رهط أربعة جنود، وقصده أن يحضره أمام الشعب بعد عيد الفصح. 5 فكان بطرس محفوظا في السجن، ولكن الصلاة كانت ترتفع من الكنيسة إلى الله بلا انقطاع من أجله.
6 وأوشك هيرودس أن يحضره أمام الشعب، وكان بطرس في تلك الليلة راقدا بين جنديين، مشدودا بسلسلتين، وعلى الباب حرس يحرسون السجن. 7 وإذا ملاك الرب (5) يمثل، فيشرق النور في الحبس. فضرب الملاك بطرس على جنبه فأيقظه وقال له: " قم على عجل ". فسقطت السلسلتان عن يديه.
8 فقال له الملاك: " اشدد وسطك بالزنار واربط نعليك " ففعل. ثم قال له: " إلبس رداءك واتبعني ". 9 فخرج يتبعه، وهو لا يدري أن فعل الملاك شئ حقيقي، بل ظن أنه يرى رؤيا. 10 فاجتازا الحرس الأول والثاني، وبلغا إلى الباب الحديد الذي ينفذ إلى المدينة، فانفتح لهما من نفسه (6)، فخرجا وقطعا زقاقا واحدا، ففارقه الملاك من وقته. 11 فرجع بطرس إلى نفسه فقال: " الآن أيقنت أن الرب أرسل ملاكه فأنقذني من يد هيرودس ومن كل ما يتوقع شعب اليهود ".
12 ثم تحقق أمره فمضى إلى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس (7). وكانت هناك جماعة من الناس تصلي. 13 فقرع باب الدهليز فأقبلت جارية اسمها روضة تتسمع. 14 فعرفت صوت بطرس، فلم تفتح الباب من فرحها، بل أسرعت إلى الداخل وأخبرتهم بأن بطرس واقف على الباب. 15 فقالوا لها: " قد جننت ".
فأكدت لهم أن الأمر كما ذكرت. فقالوا لها:
" هذا ملاكه " (8). 16 أما بطرس فظل يقرع.
فلما فتحوا رأوه فدهشوا. 17 فأشار لهم بيده أن يسكتوا. ثم أخذ يروي لهم كيف أخرجه الرب

(3) كانت تلك الأيام السبعة تبدأ بالاحتفال بالفصح (راجع الآية 4). لقد قبض على بطرس إذا في وقت من السنة يقرب من الوقت الذي قبض فيه على يسوع (لو 22 / 41).
(4) أرهاط: جمع رهط، وهو جماعة صغيرة من الجنود.
(5) راجع 23 / 8 +. سيتدخل هذا الملاك مرة ثانية في الآية 23 ل‍ " يضرب " هيرودس (استعمال الفعل نفسه).
(6) في 5 / 19، فتح الباب بفعل الملاك، وفي 16 / 26 في أعقاب زلزال.
(7) للدلالة على هوية " مريم "، يذكر لوقا ابنها ولربما كان قراؤه يعرفونه (الأسلوب نفسه في مر 15 / 21 و 40).
وبالفعل رافق يوحنا مرقس، المذكور هنا أول مرة، بولس وبرنابا في رحلتهما الأولى (وقتا قصيرا: 12 / 25 و 13 / 13)، ثم برنابا وحده (15 / 37 - 39). وسنجده إلى جانب بولس (قول 4 / 10 وف 24) وبطرس (1 بط 5 / 13). إن إنشاء هذه الرواية التي يظهر فيها مرقس في أعمال الرسل ينبض بالحياة، وهو يذكرنا بالطريقة التي يمتاز بها الإنجيل المنسوب إليه.
(8) أي صنوه إذا صح التعبير (راجع متى 18 / 10 وعب 1 / 14 وطو 5 / 4).
(٤٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة