الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٠٢
الإخوة (21) من يافا، 24 فدخل قيصرية في اليوم الثاني. وكان قرنيليوس ينتظرهم وقد دعا أقاربه وأخص أصدقائه. 25 فلما دخل بطرس استقبله قرنيليوس وارتمى على قدميه ساجدا له.
26 فانهضه بطرس وقال: " قم، فأنا نفسي أيضا بشر ". 27 ودخل وهو يحادثه، فوجد جماعة من الناس كثيرة. 28 فقال لهم: " تعلمون أنه حرام على اليهودي أن يعاشر أجنبيا أو يدخل منزله.
أما أنا فقد بين الله لي أنه لا ينبغي أن أدعو أحدا من الناس نجسا أو دنسا (22). 29 فلما دعيت جئت ولم اعترض. فأسألكم ما الذي حملكم على أن تدعوني ".
30 فقال له قرنيليوس: " كنت قبل أربعة أيام في مثل هذا الوقت أصلي في بيتي عند الساعة الثالثة بعد الظهر، وإذا رجل عليه ثياب براقة قد حضر أمامي 31 وقال: " يا قرنيليوس، سمعت صلواتك، وذكرت لدى الله صدقاتك، 32 فأرسل إلى يافا، وادع سمعان الملقب بطرس، فهو نازل في بيت سمعان الدباغ على شاطئ البحر ". 33 فأرسلت إليك لوقتي، وأنت أحسنت صنعا في مجيئك. ونحن الآن جميعا أمام الله (23) لنسمع جميع ما أمرك به الرب ".
[عظة بطرس في بيت قرنيليوس] 34 فشرع (24) بطرس يقول: " أدركت حقا أن الله لا يراعي ظاهر الناس (25)، 35 فمن اتقاه من أية أمة كانت وعمل البر كان عنده مرضيا (26). 36 والكلمة (27) الذي أرسله إلى بني إسرائيل مبشرا بالسلام عن يد يسوع المسيح، إنما هو رب الناس أجمعين. 37 وأنتم تعلمون (28) الأمر (29) الذي جرى في اليهودية

(٢١) سيكون هؤلاء " الإخوة "، إلى جانب بطرس، شهودا على موهبة الروح للوثنيين (١٠ / ٤٥ و ١١ / ١٢).
(٢٢) يعبر بطرس هنا عن معنى رؤياه العميق (راجع الآية ٢٠ +): يجب ألا يعد القلف بعد اليوم " انجاسا ". فإن الله، بإلغائه التمييز بين الحيوانات " الطاهرة " و " النجسة "، قد ألغى في الوقت نفسه إمكانية النجاسة المعدية (راجع اح ١١) التي كان الوثنيون يصابون بها بأكلهم الحيوانات " النجسة ". وبذلك تزول العقبة الرئيسية التي كانت تصرف اليهود عن مخالطة الوثنيين (راجع الآية ٢٠ +) ولا سيما عن مجالستهم إلى الطعام (١١ / ٣). ففي نظر الله، القيمة الأخلاقية والدينية وحدها تؤخذ بعين الاعتبار (١٠ / ٣٥ +).
(٢٣) قراءة مختلفة: " أمامك ".
(٢٤) راجع ٨ / ٣٥ +.
(٢٥) إن الله لا يراعي الانتماء القومي أو الوضع الاجتماعي الخ (راجع الحاشية التالية).
(٢٦) فليست الطهارة أو النجاسة الطقسية هما اللتان تجعلان الإنسان مرضيا عند الله كالذبيحة (فل ٤ / ١٨ و ١ بط ٢ / ٥)، بل " مخافة الله " (راجع الآية ٢ +) و " البر " (أي نوعية حياته الدينية والأخلاقية)، وبوجه أعمق، الإيمان بيسوع، الذي " يطهر قلوب " اليهود والوثنيين (١٥ / ٩) - راجع روم ١٤ / ١٨ وموضوع الأطعمة الطاهرة والنجسة. فمعنى الرؤيا قد انكشف الآن انكشافا تاما.
(٢٧) ما ورد في الآيتين ٣٤ - ٣٥ من تأكيد أساسي يأتي بمثل جديد لكرازة الرسل (٢ / ١٤ +). فبعد التصريح عن معنى مجئ يسوع (الآية ٣٦)، تذكر مراحل نشاطه الرسولي بإيجاز، بحسب تصميم الأناجيل الإزائية (الآيات ٣٧ - ٣٩)، حتى بلوغ غايتها: الموت والقيامة والترائيات والرسالة المعهود بها إلى الرسل (الآيات ٣٩ - ٤٢). وفي النهاية، دعوة ضمنية إلى الإيمان، تؤيدها شهادة الأنبياء (الآية 43).
(28) في النص اليوناني، يعود هذا الفعل إلى ما سبق وما يلي في آن واحد: فالمفروض في السامعين، لا أن يعرفوا ما سيروى من الأحداث فقط، بل أن يسلموا أيضا وبوجه خاص بمعنى تلك الأحداث كما يستخلص من الآية 36 ومن مجمل الخطبة. فهم، بوجه من الوجوه، مؤمنون منذ البدء، وبهذه الصفة (راجع 11 / 17) سينالون الروح (الآية 44 وراجع 11 / 15).
(٤٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة