الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٩١
عشر.
9 وحسد آباء الأسباط يوسف فباعوه فسير به إلى مصر، وكان الله معه، 10 فأنقذه من جميع شدائده، وآتاه الحظوة والحكمة عند فرعون ملك مصر. فأقامه واليا على مصر وعلى جميع بيته. 11 وأصاب مصر كلها وأرض كنعان مجاعة وضيق شديد، فلم يجد آباؤنا قوتا.
12 وسمع يعقوب أن في مصر رزقا، فأرسل آباءنا أول مرة، 13 وفي المرة الثانية تعرف يوسف إلى إخوته، وظهر أصله لفرعون، 14 فأرسل يوسف واستدعى أباه يعقوب وعشيرته جميعا، وكانوا خمسة وسبعين نفسا. 15 فنزل يعقوب إلى مصر ومات فيها هو وآباؤنا، 16 فحملوا إلى شكيم ووضعوا في القبر الذي اشتراه إبراهيم من بني حمور أبي شكيم (5) بمقدار من الفضة.
17 وكلما كان يقترب زمان الوعد الذي وعد الله به إبراهيم، كان ينمو ويكثر الشعب في مصر، 18 إلى أن قام ملك آخر لم يعرف يوسف، 19 فمكر بأمتنا وعامل آباءنا بالسوء، حتى ألجأهم إلى نبذ أطفالهم (6) لكي لا يعيشوا. 20 في ذلك الوقت ولد موسى، وكان حسنا في عين الله. فربي ثلاثة أشهر في بيت أبيه. 21 ولما نبذ التقطته بنت فرعون وربته كأنه ابن لها. 22 ولقن موسى حكمة المصريين كلها (7)، وكان مقتدرا في أقواله وأعماله (8).
23 ولما بلغ الأربعين (9)، خطر له أن يتفقد إخوانه بني إسرائيل. 24 فرأى أحدهم يعتدى عليه، فدافع عنه وانتصر للمظلوم فقتل المصري. 25 وظن أن إخوانه سيدركون إن الله يهب لهم الخلاص عن يده (10)، ولكنهم لم يدركوا. 26 ووجد في اليوم الثاني بين اثنين يتضاربان، فدعاهما إلى الصلح قال: " أيها الرجلان، أنتما أخوان، فلم يتعدى أحدكما على الآخر؟ " 27 فرده (11) المعتدي على قريبه وقال: " من أقامك علينا رئيسا وقاضيا؟
28 أتريد أن تقتلني كما قتلت المصري أمس؟ "

(5) قراءة مختلفة: " في شكيم ". تخلط هذه الآية بين مغارة مكفيلة التي اشتراها إبراهيم (تك 23 / 2 - 20) والحقل الذي اشتراه يعقوب في شكيم (تك 33 / 18 - 19)، كما أنها تخلط بين دفن يعقوب في المكفيلة (تك 50 / 7 - 13) ودفن يوسف في شكيم (يش 24 / 32) قد يعكس هذا الخلط تقليدا شفهيا لربما كان تقليدا سامريا.
(6) إلى نبذهم: إلى طرحهم والتخلي عنهم.
(7) من الراجح أننا، هنا أيضا، أمام تقليد يهودي (راجع 2 طيم 3 / 8): يقال إن موسى اطلع على حكمة مصر المشهورة (راجع اش 19 / 11) التي كانت تشمل أولا، في نظر معاصري إسطفانس، السحر والعلوم الباطنة (راجع خر 7 / 11 و 12 و 22، الخ).
(8) إن هذا القول مماثل لما قاله تلميذا عماوس في شأن يسوع (لو 24 / 19): فهل أخذوا يصورون موسى بصورة المخلص (راجع الآية 25 +)؟
(9) راجع الآية 30. كان التقليد اليهودي يقسم حياة موسى إلى حقب كل منها من 40 سنة (راجع خر 7 / 7 وتث 34 / 7).
(10) سبق أن صور يسوع بصورة " النبي "، على مثال موسى (3 / 22 +، وراجع 7 / 37). يظهر " موسى " هنا بمظهر صورة سابقة ليسوع (راجع الآية 22 +). إنه يأتي بالخلاص (الآية 25)، وهو رئيس ومحرر (الآية 35)، ويجري الآيات والأعاجيب (الآية 36) وهو وسيط بين الله والبشر (الآية 38)، وبوجه خاص يلقى معارضة إسرائيل (راجع الآية 2 +، والآية 27 +).
(11) يعود هذا الموضوع في الآيتين 35 و 39. نبذ موسى كما نبذ يسوع (3 / 13 - 14). راجع الآية 25 +.
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة