الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٠٠
تدعى الكتيبة الإيطالية (3). 2 وكان تقيا يخاف الله (4) هو وجميع أهل بيته (5)، ويتصدق على الشعب صدقات كثيرة (6)، ويواظب على ذكر الله. 3 فرأى نحو الساعة الثالثة بعد الظهر (7) في رؤيا (8) واضحة ملاك الله (9) يدخل عليه ويقول له: " يا قرنيليوس! " 4 فحدق إليه، فاستولى عليه الخوف فقال: " ما الخبر سيدي؟ " فقال له: إن صلواتك وصدقاتك قد صعدت ذكرا (10) عند الله. 5 فأرسل الآن (11) رجالا إلى يافا وادع سمعان الذي يلقب بطرس. 6 فهو نازل عند دباغ اسمه سمعان، وبيته على شاطئ البحر ". 7 فلما انصرف الملاك الذي كلمه، دعا اثنين من خدمه وجنديا تقيا ممن كانوا يلازمونه، 8 وروى لهم الخير كله، وأرسلهم إلى يافا.
9 فبينما هم سائرون في الغد وقد اقتربوا من المدينة، صعد بطرس إلى السطح نحو الظهر (12) ليصلي، 10 فجاع فأراد أن يتناول شيئا من الطعام. وبينما هم يعدون له الطعام، أصابه جذب (13). 11 فرأى السماء مفتوحة،

(٣) يرجح أنها الكتيبة الإيطالية الثانية، وكان مجندوها من الإيطاليين مبدئيا.
(٤) إن كلمة " التقوى " (٣ / ١٢ و ١٠ / ٧ وراجع ١٧ / ٢٣) ومعناها اليونانيين لم تستوعبهما المسيحية الأولى إلا في وقت متأخر (١ و ٢ طيم، وطي، و ٢ بط). و " مخافة الله " عبارة أصلها ومضمونها يهوديان: تقتضي الإيمان بإله إسرائيل، وتتضمن الأمانة لجميع ما يقتضيه العهد بالنظر إلى الله والقريب، وتهدي إلى الحكمة التي تؤمن بأن العالم له معنى، أيا كانت الظواهر أحيانا (مثل ١ / ٧ وسي ١ / ١١ - ٢٠). فلا عجب أن يستعملها سفر أعمال الرسل، للتعبير عن كل إيمان الكنيسة وحياتها. وكان " خائفو الله " يدلون على غير يهود اهتدوا إلى الدين اليهودي (١٣ / ١٦ و ٢٦ وراجع ١٨ / ٧: " عباد الله ")، لكنهم لم يذهبوا، كالدخلاء (٢ / ١١ +)، إلى حد الاختتان. وكان قرنيليوس وذووه ينتمون إلى هذه البيئة (راجع ١٠ / ٢٢ و ٣٥) التي قدمت للمسيحية مهتدين كثيرين (١٣ / ٤٣ +).
(٥) تدل عبارة " أهل بيته " هنا، كما في ١١ / ١٤ و ١٦ / ١٥ و ٣١ و ١٨ / ٨ (راجع ١ قور ١ / ١٦)، على العائلة والخدم، وقد تدل أيضا على الأصدقاء أو على أصحاب المهنة الواحدة (راجع ١٠ / ٧ و ٢٤). كان " البيت " كله يهتدي ويعمد (١٦ / ١٥ و ٣١ و ٣٤ و ١٨ / ١٨ و ١ قور ١ / ١٦).
(٦) لا شك أن تلك " الصدقات " كانت تبرعات للجماعة اليهودية في قيصرية (راجع قائد المئة في لو ٧ / ٥).
وتلك التبرعات هي التي لفتت انتباه الله إلى قرنيليوس (١٠ / ٤ و ٣١). راجع ٩ / ٣٦ +.
(٧) الترجمة اللفظية: " نحو الساعة التاسعة ".
(٨) " الرؤى " كثيرة في أعمال الرسل: ٧ / ٥٥ - ٥٦ و ٩ / ١٠ و ١٢ و ١٠ / ١٧ و ١٩ و ١١ / ٥ و ١٢ / ٩ و ١٦ / ٩ و ١٠ و ١٨ / ٩ +. لكن هذه الكلمة لا تستعمل أبدا للدلالة على ترائيات يسوع للاثني عشر.
(٩) " ملاك الله " (الآيات ٣ / ٧ و ٢٢ و ١١ / ١٣) يصبح " رجلا " في الآية ٣٠ (راجع لو ٢٤ / ٤ و ٢٣). راجع ٢٣ / ٨ +.
(١٠) " ذكر ": كنصب تذكاري أو عيد تذكاري (يش ٤ / ٧ وخر ١٢ / ١٤). وقد يقصد به ذبيحة (اح ٢ / ٢) أو صلاة (طو ١٢ / ١٢) يراد بها بوجه خاص لفت " ذاكرة " الله. المعنى واضح على كل حال، فان صدقات قرنيليوس (١٠ / ٢ +) وصلاته حاضرة في فكر الله (راجع ١٠ / ٣١).
(١١) تشير كلمة " الآن " إلى بدء مرحلة حاسمة تنتهي بالمعمودية (راجع ١٠ / ٤٨).
(١٢) الترجمة اللفظية: " نحو الساعة السادسة "، ساعة تناول الطعام (راجع ٢٢ / ٦). لم تكن الساعة ساعة صلاة مألوفة.
(١٣) هذه الكلمة نادرة في العهد الجديد. وهي تدل على الشعور بالاستغراب التام الذي تولده الرؤيا (١٨ / ٩ +)، وفيها يكشف الله أو يسوع، كما الأمر هو هنا، عن إرادتهما (١١ / ٥ و ٢٢ / ١٧ وراجع مر ١٦ / ٨). والكلمة نفسها هي من الألفاظ الدالة على التعجب الشديد عند مشاهدة المعجزة (3 / 10 +، ولو 5 / 26 ومر 5 / 42).
(٤٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة