الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٩٢
29 فهرب موسى عند هذا الكلام، ونزل في أرض مدين، فولد فيها ابنين.
30 وبعد أربعين سنة تراءى له ملاك في برية جبل سيناء، في لهيب نار من عليقة تشتعل.
31 فعجب موسى عند رؤيته هذا المنظر، وتقدم ليمعن النظر فيه، فانطلق صوت الرب يقول:
32 " أنا إله آبائك، إله إبراهيم وإسحق ويعقوب " (12). فأخذت موسى الرعدة، ولم يجرؤ على إمعان النظر فيه. 33 فقال له الرب:
" إخلع نعليك، فإن المكان الذي أنت قائم فيه أرض مقدسة (13). 34 إني نظرت فرأيت شقاء شعبي في مصر، وسمعت أنينه، فنزلت لأنقذه. فتعال الآن أرسلك إلى مصر " (14).
35 فموسى هذا الذي أنكروه وقالوا له: من أقامك رئيسا وقاضيا، هو الذي أرسله الله رئيسا ومحررا (15) يؤيده الملاك الذي تراءى له في العليقة، 36 وهو الذي أخرجهم بما أتى به من الأعاجيب والآيات (16) في أرض مصر وفي البحر الأحمر وفي البرية مدة أربعين سنة.
37 هذا موسى الذي قال لبني إسرائيل: سيقيم الله لكم من بين إخوتكم نبيا مثلي (17)، 38 هذا الذي كان لدى الجماعة (18) في البرية وسيطا بين الملاك الذي كلمه على جبل سيناء (19) وبين آبائنا، فتلقى كلمات الحياة (20) ليبلغنا إياها، 39 فلم يشأ آباؤنا أن ينقادوا له، بل ردوه، وتلفتت قلوبهم نحو مصر، 40 فقالوا لهارون:
" اصنع لنا آلهة تسير أمامنا لأن موسى هذا الذي أخرجنا من أرض مصر لا نعلم ماذا أصابه " (21). 41 فصاغوا في تلك الأيام عجلا، ثم قربوا ذبيحة للصنم، وابتهجوا بصنع أيديهم. 42 فأعرض الله عنهم، وأسلمهم لعبادة جيش السماء (22)، كما كتب في سفر الأنبياء (23):
" يا بيت إسرائيل هل قربتم لي الضحايا والذبائح مدة أربعين سنة في البرية؟

(12) خر 3 / 6.
(13) خر 3 / 5.
(14) خر 3 / 3 و 10.
(15) أو " فاديا "، على مثال يسوع (راجع لو 1 / 68 و 2 / 38). وراجع الآية 25 +. (16) على مثال يسوع (راجع 2 / 22 +). وراجع الآية 25 +.
(17) تث 18 / 15. راجع رسل 3 / 22 +، و 7 / 25 +.
(18) تلميح إلى دعوة الشعب إلى الاجتماع في خر 19 / 7 - 15 (راجع تث 9 / 10 و 10 / 4). أترى هذه " الجماعة " هنا صورة سابقة لكنيسة أورشليم (راجع 5 / 11 +)؟
(19) يشير دور الوسيط هذا إلى دور يسوع (راجع الآية 25 +).
(20) الترجمة اللفظية: " كلمات حية ". تذكر هذه العبارة بالعبارة التي تدل على كرازة الرسل في 5 / 20.
ويشير استعمالها للكلام على الشريعة (راجع لو 10 / 26 - 28) إلى أن شهود الزور كانوا يبالغون في كلامهم على عداء إسطفانس للشريعة (6 / 11 و 13 و 14).
(21) خر 32 / 1 و 23.
(22) هي الكواكب التي يلمح الاستشهاد الباع إلى عبادتها.
(23) عا 5 / 25 - 27، بحسب العهد القديم اليوناني، في الشاهد بعض التغيير، وهو يندد بعبادة الأوثان التي لا تزال في إسرائيل، ويمهد لبقية الخطبة المركزة على المكان المقدس (الآيات 44 - 50).
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة