الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣١٢
30 فأرادوا أن يمسكوه، ولكن لم يبسط إليه أحد يدا، لأن ساعته لم تكن قد أتت. 31 فآمن به من الجمع خلق كثير وقالوا: " أيجري المسيح من الآيات حين يأتي أكثر مما أجرى هذا الرجل؟ " 32 فسمع الفريسيون الجمع يتهامسون بذلك في شأنه، فأرسل عظماء الكهنة والفريسيون بعض الحرس ليمسكوه (17).
[يسوع ينبئ بموته] 33 فقال يسوع:
" أنا باق معكم وقتا قليلا (18) ثم أذهب إلى الذي أرسلني (19).
34 ستطلبوني فلا تجدوني وحيث أكون أنا لا تستطيعون أنتم أن تأتوا " (20).
35 فقال اليهود بعضهم لبعض: " إلى أين يذهب هذا فلا نجده؟ أيذهب إلى المشتتين من اليهود بين اليونانيين (21)، فيعلم اليونانيين؟ (22) 36 ما معنى هذه الكلمة التي قالها: ستطلبوني فلا تجدوني، وحيث أكون أنا لا تستطيعون أنتم أن تأتوا؟ ".
[الماء الحي] 37 وفي آخر يوم من العيد، وهو أعظم أيامه (23)، وقف يسوع ورفع صوته قال:
" إن عطش أحد فليقبل إلي 38 ومن آمن بي فليشرب (24) كما ورد في الكتاب: ستجري من جوفه أنهار من الماء الحي " (25). 39 وأراد بقوله الروح الذي سيناله المؤمنون به، فلم يكن هناك بعد من روح، لأن يسوع لم يكن قد مجد (26).

(17) كان لعظيم الكهنة وحده حرس. أخذت السلطات الرسمية تسلك الطريق الذي سيؤدي إلى إعدام يسوع. ويبدو أن موقف الجموع المؤيد له قد عجل قرار الرسميين (راجع 11 / 45 - 46 و 11 / 57 و 12 / 18 - 19).
(18) فعليه أن يعمل بما يقتضيه وحي الخلاص (9 / 4 و 11 / 9 - 10)، وهو وحده يستطيع أن يهبه لشعب إسرائيل.
(19) راجع 8 / 14 و 21 - 22 و 13 / 3 و 33 و 36 و 14 / 4 - 5 و 28 و 16 / 5 و 10 و 17 / 11 و 13.
(20) سيؤدي هذا الكلام الذي أراده يسوع ملتبسا إلى تفسير يبتغي السخرية، ولا يخلو مع ذلك من أن يكون نبويا.
(21) الترجمة اللفظية: " إلى شتات اليونانيين ".
(22) تدل كلمة " اليونانيين " إما على اليهود المهلنين العائشين بين الوثنيين (بما فيهم الدخلاء: راجع 12 / 20 ورسل 11 / 20 و 6 / 1 و 9 / 29)، وإما على الوثنيين أنفسهم.
وهذا المعنى الأخير هو الراجح. فالانفتاح على الوثنيين هو ميزة الكنيسة بعد موت يسوع وقيامته (راجع 4 / 35 - 38 و 12 / 20 - 24).
(23) المقصود هو اليوم السابع، أو ربما الثامن، من العيد. وكان كلاهما يمتازان برتب سكب ماء على الذبائح، ولا شك أن هذا هو سبب رمزية الماء الوارد ذكرها.
(24) نتبع هنا علامات الفصل التي سار عليها أقدم التقاليد، وهي أكثر ملائمة لإنشاء يوحنا وسياق الكلام:
يسوع هو نبع الماء الحي للعطشى والمؤمنين. وضع قسم من التقليد الغربي نقطة في نهاية الآية 37 فأطلق كلام الكتاب المقدس على المؤمن الذي يصبح نفسه ينبوع حياة (راجع 4 / 14).
(25) لسنا أمام استشهاد صريح، بل أمام ما يشبه ملخصا لنصوص شتى كانت تنظر إلى المواهب السماوية نظرها إلى ماء حي (راجع 4 / 10 - 15 +). نذكر خاصة نص زكريا 14 / 8 الذي كان مستعملا في ليترجية العيد.
(26) في إنجيل يوحنا، " مجد يسوع " هو الذي يظهره بمظهر الابن الوحيد (1 / 14) ومرسل الآب. وهو لا ينال هذا المجد من البشر (5 / 41)، بل من الآب (1 / 14 و 8 / 54)، منذ قبل إنشاء العالم (17 / 5)، وساعة " تمجيد " يسوع المثلى هي ساعة موته وقيامته (7 / 39 و 12 / 16 و 23 و 13 / 31 - 32 و 17 / 5). ويشير إليهما يوحنا عدة مرات بكلمات " رفع، رفع، ارتفاع " (راجع 8 / 28 +). لا ينفك مجد الآب ينعكس على الابن، ومجد الابن على الآب (11 / 4 و 12 / 23 و 28 و 13 / 31 - 32 و 14 / 13 و 17 / 1).
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة