الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٠٧
" الحق الحق أقول لكم:
لم يعطكم موسى خبز السماء بل أبي يعطيكم خبز السماء الحق (18) 33 لأن خبز الله هو الذي ينزل من السماء ويعطي الحياة للعالم ".
34 فقالوا له: " يا رب، أعطنا هذا الخبز دائما أبدا ".
35 قال لهم يسوع:
" أنا خبز الحياة (19).
من يقبل إلي فلن يجوع ومن يؤمن بي فلن يعطش أبدا.
36 على أني قلت لكم:
رأيتموني ولا تؤمنون.
37 جميع الذين يعطيني الآب إياهم يقبلون إلي ومن أقبل إلي لا ألقيه في الخارج (20) 38 فقد نزلت من السماء لا لأعمل بمشيئتي بل بمشيئة الذي أرسلني (21).
39 ومشيئة الذي أرسلني ألا أهلك أحدا من جميع ما أعطانيه (22) بل أقيمه في اليوم الأخير (23).
40 فمشيئة أبي هي أن كل من رأى الابن وآمن به كانت له الحياة الأبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير ".
41 فتذمر اليهود عليه (24) لأنه قال: " أنا الخبز الذي نزل من السماء "، 42 وقالوا:
" أليس هذا يسوع ابن يوسف، ونحن نعرف أباه وأمه؟ فكيف يقول الآن: إني نزلت من السماء؟ " (25) 43 أجابهم يسوع: " لا تتذمروا فيما بينكم.
44 ما من أحد يستطيع أن يقبل إلي إلا إذا اجتذبه الآب الذي أرسلني (26).
وأنا أقيمه في اليوم الأخير.

(18) يدور التعارض بين زمن موسى الغابر وزمن يسوع على مصدر الخبز الحقيقي ونوعيته، علما بأن الخبز الأول لم يكن إلا " ظلا " له (راجع قول 2 / 17).
(19) كثيرا ما يستعمل يوحنا هذا التركيب، وفيه يبدو يسوع محققا في نفسه كمال الهبة التي يأتي بها إلى الناس الذين يؤمنون (راجع 8 / 12 و 10 / 7 و 9 و 11 / 25 و 14 / 6 و 15 / 1). يسوع هو " خبز الحياة " (راجع 6 / 51) لأن الإيمان به هو الاشتراك في الحياة الحقيقية.
(20) الذين يذهبون إلى يسوع هم في الحقيقة هبة من الآب للابن، ولذلك يرحب الابن بهم ويحفظهم (17 / 6 - 15).
(21) راجع مر 14 / 36 ويو 4 / 34.
(22) راجع 10 / 28 - 29 و 17 / 12 ومتى 18 / 14.
(23) يشدد يوحنا على الاشتراك في الزمن الحاضر في الخيرات السماوية، وهو، في الوقت نفسه، يحافظ بحزم على النظرة الأخيرية، وبالأخص على انتظار القيامة (راجع 5 / 28 - 29 و 14 / 3 و 19).
(24) يظهر الجمع قلة إيمانه بتذمرات ومناقشات، كما ورد في رواية خر 16 / 2 - 8.
(25) لا يستطيعون الربط بين وضع يسوع البشري وأصله الإلهي الذي يؤكده: فالإيمان الذي هو هبة من الله (7 / 17) يمكن وحده من ذلك. ليس هناك أية إشارة إلى الحبل البتولي، ولكن إذا صح، كما هو أمر مرجح، أن يوحنا مطلع على هذا التقليد الذي أثبته متى ولوقا (وقاومه بعض المسيحيين المتهودين)، فقد يكون هناك شئ من التهكم قريب مما ورد في 7 / 41.
(26) كل جدل عقيم، فإن عمل الآب هو الذي يوجه خاصته نحو الذي فيه تمام الوحي (3 / 21).
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة