الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٥
ربما في أنطاكية (أغناطيوس يستشهد به في أوائل القرن الثاني) أو في فينيقية، وكان يعيش في هذه البلاد عدد كبير من اليهود. ومن الممكن آخر الأمر أن نتلمس فيه حملة على يهودية الفريسيين المجمعية المستقيمة، كما تبدو في مجلس جمنيا المجمعي نحو السنة 80. ولذلك فالكثير من المؤلفين يجعلون تاريخ الإنجيل الأول بين السنة 80 والسنة 90 وربما قبلها بقليل، ولا يمكن الوصول إلى يقين تام في هذا الأمر.
أما المؤلف فالإنجيل لا يذكر عنه شيئا. وأقدم تقليد كنسي (بابياس، أسقف هيرابوليس، في النصف الأول من القرن الثاني) ينسبه إلى الرسول متى - لاوي. وكثير من الآباء (أوريجينس وهيرونيمس وأبيفانيوس) يرون ذلك الرأي، وهناك بعض المؤلفين الذين يستخلصون من ذلك أنه يمكن أن تنسب إلى الرسول صيغة أولى آرامية أو عبرية لإنجيل متى اليوناني. لكن البحث في الإنجيل لا يثبت هذه الآراء، دون أن يبطلها مع ذلك على وجه حاسم. فلما كنا لا نعرف اسم المؤلف معرفة دقيقة، يحسن بنا أن نكتفي ببعض الملامح المرسومة في الإنجيل نفسه، فالمؤلف يعرف من عمله. فهو طويل الباع في علم الكتاب المقدس والتقاليد اليهودية، يعرف رؤساء شعبه الدينيين ويوقرهم، بل يناديهم بقساوة، بارع في فن التعليم وتقريب يسوع إلى سامعيه، يشدد على ما في تعليمه من نتائج عملية: فجميع هذه الصفات توافق صفات يهودي مثقف أصبح مسيحيا و " رب بيت يخرج من كنزه كل جديد وقديم " (13 / 53).
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة