12 / 1 - 12 وبين متى 24 / 1 - 36 ومرقس 13 / 1 - 37) أم آخر الأمر بمجموع من المواد لا يستبعد أنه أخذها عن مجموعة أقوال ليسوع استعملها لوقا (مثل 3 / 7 - 10 و 7 / 11 و 11 / 4 - 6 و 12 / 43 - 45). من العسير جدا أن نوضح إلى أي قدر كانت قد وصلت تلك المراجع في صياغتها في مجموعات أوسع. ولكنه يمكننا أن نطلع على طريقة متى في التأليف من مقارنتها بمرقس ولوقا.
1) إن اللحمات الزمنية، إذا استثنينا 4 / 17 و 16 / 21، لا قيمة لها على العموم. وأما الإشارات المكانية فهي غامضة لا تمكن من تحديد مسيرة مفصلة، ولكنها تتيح للقارئ أن يجد نفسه أمام مصير تاريخي لا أمام مجموعة من المشاهد. إن متى يحب التصدير في الرواية أو الحكمة، ويقال له رد العجز على الصدر (6 / 19 و 6 / 21 و 7 / 16 و 7 / 20 و 16 / 6 و 16 / 12). وهو يستعمل الطي والنشر والتضاد، مع قلب العبارة (16 / 25) ولا يكره تكرار العبارات نفسها (8 / 12 و 22 / 13 و 25 / 30) والتركيب عينه للدلالة على الحقيقة الواحدة (8 / 2 و 9 / 18 و 9 / 4 و 12 / 25) أو الكلام عينه على لسان متكلمين مختلفين (3 / 2 و 4 / 17 و 10 / 7). تمتاز رواياته عادة بالايجاز، فما هو قصة عند مرقس يحل محلها عند متى عرض تعليمي ديني بسيط، لا بل مقتضب (قارن بين رواية شفاء حماة بطرس في متى (8 / 14 - 15) ومرقس (1 / 29 - 31).
متى مولع بالمجموعات العددية (مثل ذلك تفضيله للأرقام 7 و 3 و 2) وكلمات الوصل (مثل 18 / 4 - 6). وبينما يقتصر مرقس ولوقا على وضع مراجعها جنبا إلى جنب، نرى متى يجمع الأقوال والروايات (مثل 8 / 5 - 13 يقرن بلوقا 7 / 1 - 10 و 13 / 28 - 29) لأداء معنى أبلغ، فهو يحب جمع التعاليم المتماثلة، فيدرج " الأبانا " في مجموعة منسقة من قبل (6 / 7 - 15 في 6 / 1 - 18) ويؤلف " خطبا " ليضفي عليها طابع الاستيعاب (مثل 10 / 17 - 42 و 13 / 35 - 53 و 25). وإلى مجموعة المعجزات التي تؤلفها 8 / 1 - 17 يضيف متى سلسلتين من المعجزات (8 / 23 - 9 / 8 و 9 / 18 - 34).
وإلى الإعلانات الثلاثة عن مصير ابن الإنسان يضاف تبسط يوسع مجال تعليم يسوع (كما في 18 / 5 - 35 و 19 / 1 - 20 / 16).
وفي باب الانشاء هذا، هناك آخر الأمر على الخصوص تلك المجموعات الخمس التي يقال لها " خطب يسوع "، لعدم وجود لفظ أفضل. هي كتل من أقوال يسوع تكون لحمة الإنجيل وينتهي كل منها بهذه الخاتمة: " ولما أتم يسوع هذا الكلام ". وهي تتناول تباعا " بر الملكوت " (5 - 7) والمنادين بالملكوت (10) وأسرار الملكوت (13) وبني الملكوت (18) وما يلزم من سهر وأمانة في انتظار ظهور الملكوت في النهاية (24 - 25).
[الجماعة التي قصدها متى] إن إنجيل متى يكشف عن شواغل البيئة التي نشأ فيها، بالموارد التي اختارها وبطريقته في تربيتها.
وهذه ثلاثة من تلك الشواغل:
1) متى هو الإنجيلي الأكثر تشديدا على الشريعة والكتاب المقدس والعادات اليهودية، فهو يتبنى الأركان الثلاثة الكبرى التي تقوم عليها التقوى اليهودية (الصدقة والصلاة والصوم)، ولم يشعر بحاجة إلى شرح هذه العادات، خلافا لما فعل مرقس (7 / 3 - 4)، ثم إن يسوع عند متى يتوجه إلى