الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٢٤٧
والجارات وقالت: إفرحن معي، فقد وجدت درهمي الذي أضعته! 10 أقول لكم: هكذا يفرح ملائكة الله (9) بخاطئ واحد يتوب ".
[3 - مثل الابن الضال (10)] 11 وقال: " كان لرجل ابنان. 12 فقال أصغرهما لأبيه: يا أبت أعطني النصيب الذي يعود علي من المال (11). فقسم ماله بينهما.
13 وبعد بضعة أيام جمع الابن الأصغر كل شئ له، وسافر إلى بلد بعيد، فبدد ماله هناك في عيشة إسراف. 14 فلما أنفق كل شئ، أصابت ذلك البلد مجاعة شديدة، فأخذ يشكو العوز. 15 ثم ذهب فالتحق برجل من أهل ذلك البلد، فأرسله إلى حقوله يرعى الخنازير (12). 16 وكان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب (13) الذي كانت الخنازير تأكله، فلا يعطيه أحد. 17 فرجع إلى نفسه وقال (14):
كم أجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك هنا جوعا! (15) 18 أقوم وأمضي إلى أبي فأقول له: يا أبت إني خطئت إلى السماء (16) وإليك.
19 ولست أهلا بعد ذلك لأن أدعى لك ابنا، فاجعلني كأحد أجرائك. 20 فقام ومضى إلى أبيه. وكان لم يزل بعيدا إذ رآه أبوه، فتحركت أحشاؤه وأسرع فألقى بنفسه على عنقه (17) وقبله طويلا. 21 فقال له الابن: يا أبت، إني خطئت إلى السماء وإليك، ولست أهلا بعد ذلك لأن أدعى لك ابنا. 22 فقال الأب لخدمه: أسرعوا فأتوا بأفخر حلة (18) وألبسوه، واجعلوا في إصبعه خاتما (19) وفي رجليه حذاء، 23 وأتوا بالعجل المسمن واذبحوه فنأكل ونتنعم، 24 لأن ابني هذا كان ميتا فعاش، وكان ضالا فوجد (20). فأخذوا يتنعمون.

(9) الترجمة اللفظية: " هكذا يفرح أمام ملائكة الله ". المقصود هو فرح الله (راجع 12 / 8 +)، وهو يشرك فيه ملائكته.
(10) ينفرد لوقا بهذا المثل الشهير (بينه وبين المثل الوارد في متى 21 - 28 - 32 وجه شبه بعيد). وفيه قسمان مرتبطان ارتباطا وثيقا بشخص " الأب "، وهو الشخص الرئيسي، وموقفه السخي، وبالدعوة في الخاتمة أيضا إلى مقاسمة فرحه. القسم الثاني يختتم الرواية بالجواب عن المشكلة التي يبتدئ بها الفصل (الآيتان 1 - 2) ويلقي ضوءا على عبرة المثل الأساسية. ففيه دعوة إلى الفريسيين للدخول في فرح الله ولتوسيع قلوبهم على سعة قلب الله في استقبال الخاطئين العائدين إليه.
(11) هذا الطلب غير مستغرب (راجع سي 33 / 20 - 24)، لكن شرعيته موضع نقاش عند المؤرخين. سيعترف الشاب فيما بعد بأنه خطئ إلى أبيه (الآيتان 18 و 21)، لكن طبيعة خطيئته غير محددة.
(12) في نظر اليهودي، هذا منتهى الذل، لأن الخنزير حيوان نجس (تث 14 / 8).
(13) يستعمل الخرنوب طعاما للماشية.
(14) راجع 12 / 17 +.
(15) لا يطبع يسوع مشاعر البائس بطابع الكمال المثالي. فالمثل مركز، لا على توبة الابن، بل على حب الأب.
(16) الله، راجع 11 / 16 +.
(17) هذا الاسراع هو، عند أهل الشرق، تصرف استثنائي. فهو يعبر، كالآية كلها وما يليها، عن حب الأب.
وقبلاته هي علامة غفران (2 صم 14 / 33).
(18) الترجمة اللفظية: " بالحلة الأولى ".
(19) " الخاتم " علامة سلطة (تك 41 / 42 واس 3 / 10 و 8 / 2)، و " الحذاء " لباس الإنسان الحر، وهو يميزه من العبد.
(20) في العودة إلى المواضيع الواردة في الآيتين 6 و 9 إشارة إلى نهاية المشهد الأول من المثل.
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة