الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٢٣٦
أي الرياء (2). 2 فما من مستور إلا سيكشف، ولا من مكتوم إلا سيعلم. 3 فكل ما قلتموه في الظلمات سيسمع في وضح النهار (3)، وما قلتموه في المخابئ همسا في الأذن سينادى به على السطوح (4).
4 " وأقول لكم يا أحبائي، لا تخافوا الذين يقتلون الجسد ثم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا بعد ذلك. 5 ولكنني سأبين لكم من تخافون:
خافوا من له القدرة بعد القتل على أن يلقي في جهنم (5). أقول لكم: نعم، هذا خافوه. 6 أما يباع خمسة عصافير بفلسين (6)، ومع ذلك فما منها واحد ينساه الله. 7 بل شعر رؤوسكم نفسه معدود بأجمعه. فلا تخافوا، إنكم أثمن من العصافير جميعا.
8 " وأقول لكم: كل من شهد لي (7) أمام الناس، يشهد له ابن الإنسان أمام ملائكة الله (8). 9 ومن أنكرني أمام الناس، ينكر أمام ملائكة الله.
10 " " وكل من قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له. وأما من جدف على الروح القدس، فلن يغفر له (9).
11 " وعندما تساقون إلى المجامع والحكام وأصحاب السلطة (10)، فلا يهمنكم كيف تدافعون عن أنفسكم أو ماذا تقولون، 12 لأن الروح القدس (11) يعلمكم في تلك الساعة ما يجب أن تقولوا ".

(٢) راجع ٦ / ٤٢ +. بما أن هذه الحكمة تتناول الفريسيين، فإن كثيرا من النقاد يربطونها بالجزء السابق. لكن مطلع الآية قد أدخل مشهدا جديدا، والفقرة التالية تدعو إلى تفسير هذا الاعلان دعوة أولى إلى الكلام بصراحة، دون الالتفات إلى رأي الناس. عن " خمير الفريسيين "، راجع متى ١٦ / ٦ +.
(٣) في متى ١٠ / ٢٧، مقابلة بين كلمة يسوع الآن في الخفية وتبشير تلاميذه العلني الذي سيتم في وقت لاحق.
(٤) إن السطح في الشرق مكان مألوف للمحادثات ونشر الأخبار.
(٥) لله وحده هذا السلطان. ويضيف لوقا مشددا أنه هو الذي يجب أن " يخافه " الإنسان. غالبا ما ركز لوقا على هذا الأمر (١ / ٥٠ و ١٨ / ٢ و ٤ و ٢٣ / ٤٠ ورسل ١٠ / ٢ و ٢٢ و ٣٥).
(٦) في متى ١٠ / ٢٩: عصفوران بفلس. أما لوقا فإنه يخفض من قيمتهما، مبالغا في مدلول الاستعارة، كما ورد في ٥ / ٣٦ و ١١ / ١٢.
(٧) راجع متى ١٠ / ٣٢ +.
(٨) المقصود هو " الدينونة " الأخيرة التي يقيمها الله بحضور الملائكة (٩ / ٢٦). لا يشار إلى الله إلا ضمنا، جريا على العادة الفلسطينية المألوفة (راجع ١٥ / ١٠)، في حين أن متى ١٠ / ٣٢ أوضح العبارة. لا يظهر " ابن الإنسان " هنا ديانا، بل شاهدا لذويه، خلافا لما ورد في متى ٢٥ / ٣١ - ٤٦.
(٩) راجع متى ١٢ / ٣٢ +. بالتمييز بين التجديف " على ابن الإنسان " الذي يغفر، والتجديف " على روح القدس " الذي لا يغفر، لا شك أن لوقا يقارن بين زمن رسالة يسوع في الأرض (حتى موته يغفر: ٢٣ / ٣٤ ورسل ٣ / ١٧ و ١٣ / ٢٧) وزمن الرسالة التي يعرض فيها الرسل على إسرائيل، بإلهام من الروح، آخر إمكانية للتوبة (رسل 2 / 38 و 3 / 19 و 13 / 46 و 18 / 6 و 28 / 25 - 28). أما متى 12 / 32 ومر 3 / 22 - 29 فإنهما يرويان هذا الكلام في سياق آخر للكلام يجعل له معنى آخر.
(10) لا شك أن لوقا يشير هنا إلى الحكام الوثنيين.
(11) في نظر متى 10 / 20 ومر 13 / 11، " الروح " نفسه سيتكلم بلسان التلاميذ. أما لوقا، فإنه يولي شهود يسوع دورا أكثر فعالية، بقوله إن الروح سيعلمهم (راجع روم 8 / 15، إلى جانب العبارة اليهودية التقليدية الواردة في غل 4 / 6). وهو يعرض هذا الوعد بوجه مختلف في 21 / 15 ويبين تحقيقه في رسل 4 / 8 و 5 / 32 و 7 / 55.
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة