المسيح بحفظ الوصايا ومن جملتها إكرام الأم " مت 19: 19 ومر 10: 19 ولو 18: 20 " فإنه يناقضه ما يحكى من معاملته مع أمه.
ففي ثاني عشر 46 وفيما هو يكلم الجموع إذ أمه وإخوته قد وقفوا خارجا طالبين أن يكلموه 47 فقال له واحد هو ذا أمك وإخوتك واقفين خارجا طالبين أن يكلموك 48 فأجاب وقال للقائل له من هي أمي؟ ومن هم إخوتي؟ 49 ثم مد يده نحو تلاميذه وقال ها أمي وأختي 50 لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات فهو أخي وأختي وأمي ونحوه " مر 3، 31 - 35 ولو 8، 19 - 21 " أفلم يكن من إكرام الأم الذي أوصى الله به أن يقوم لها ويكلمها ويطيب قلبها برؤيته وليتهم نقلوا أنه اعتذر منها بدون أن يهينها بقول من هي أمي ويندد بقداستها بكلام مفهومه أنها ليست ممن يعمل مشيئة الله، أفيقولون أنها لم تكن من المؤمنين به العاملين بمشيئة الله، أم يقولون إن محالفة الاكرام المذكور في الوصية هو أن يقوم لها ويكثر ضربها على رأسها وعينيها، وأما ما دون هذا فليس من مخالفة الوصية.
" المتكلف والمتعرب " وعلى هذا كان على المتكلف والمتعرب أن يعدا في كتابيهما من أغلاط القرآن الكريم وصف المسيح بالبر بوالدته " سورة مريم 33 " ويقولان إن الإنجيل يذكر أنه قابل دعواتها بالانتهار واستهان بها وندد بقداستها، ولا يتجه عليهما في ذلك كما يتوجه في فاحش غلط المتكلف " يه 2 ج ص 35 و 93 " حيث نسب الغلط إلى قدس القرآن في قوله تعالى في شأن مريم " يا أخت هارون " فجعل المتكلف هذا القول من أعظم الأغلاط يكرره بلجاجة " انظر مت 26: 39 ولو 22: 41 - 45 " ولا أقل من كونه توهما منه أو إيهاما بأن القرآن الكريم أراد بذلك هارون أخا موسى النبي، فكأن الله لم يخلق هارون غيره ولا عمران غير أبيه أو إن الله نهى عن أن تكنى امرأة بأخت هارون أو أن هذا كله أخذت به مريم أخت موسى امتيازا من الله. وزاد المتعرب على ذلك " ذ ص 49 " حيث اعترض على القرآن بأن دعى مريم بابنة عمران وأخت هارون.
فقال غير مبال: وهي في الإنجيل بنت الياقيم.
فقبحا للغرور وتعسا للاقتحام وأين يوجد في الإنجيل نسب مريم إلا ذكر