وفي هذا المقدار كفاية ولولا أن الاستقصاء يحمل على التحامل وإرادة سوء القالة لزدناك.
نتيجة ما ذكرنا أن النصارى يدعون تواتر نقلهم في أمرين " أحدهما " أن عيسى عليه السلام ادعى الرسالة العامة وظهر على يده المعجز " وثانيهما " أن الأناجيل كتب إلهامية من أنبياء ادعوا النبوة وظهر على يدهم المعجز قد اتضح لك أن دعوى التواتر ونقله في الأمر الثاني لا يكاد يصح بل يشهد بنفسه على كذبه ومع ذلك فلا يبقى للبصير وثوق واعتماد على دعواهم ونقلهم للتواتر وزيادة على هذا أن هذا الأمر الثاني لا يكاد يصح بل يشهد بنفسه على كذبه ومع ذلك فلا يبقى للبصير وثوق واعتماد على دعواهم ونقلهم للتواتر وزيادة على هذا إن هذا الأمر الثاني الذي ينقلون تواتره ويدعونه بأشد إصرار ليكذب الأمر الأول في دعوى الرسالة العامة وظهور المعجز. وكون المعجز حجة على الصدق في دعوى الرسالة بل يصرح بظهوره على يد الكاذب في دعوى النبوة بل يظهر على يد الكافر كالدجال، ومع ذلك فقد أكثر من ذكر ما هو مانع من نبوة المسيح أشد المنع.
وهل ترضى للعاقل مع هذا كله أن يخدع نفسه ويجانب عقله ويتساهل في دينه ويركن إلى نقلهم ودعواهم التواتر في هذا الوجه، ولا سيما أن قرار الديانة والاعتماد على كتبها كان مبنيا عند أسلافهم على قرار المجامع، وهذا مما يلاشي الاطمئنان بالتواتر فإن مبناه على عدم احتمال المواطاة فكيف وأن المجامع هي أمارة المواطاة. فعلى طالب الهدى أن يتوقى ويتحذر من أن يستهويه السراب إلى مهالك التيه، بل يلزم الجادة الموصلة إلى المنهل المأنوس والمورد الهني.