وجعل لإبراهيم شريعة الختان " تك 17: 9 - 15 ".
وتقول التوراة أيضا إن ملكي صادوق ملك شاليم كان كاهنا لله العلي ولأجل ذلك أعطاه إبراهيم عشر الغنيمة " انظر تك 14: 18 - 21 " فقل ما معنى الكهانة إن لم تكن شريعة، وما وجه العشر الذي أخذه من إبراهيم أتقول إنه كان عشرا ملوكيا كلا بل إن سابع العبرانيين يفصح عن كونه عشرا شرعيا كاشفا عن عظمة ملكي صادوق الذي أعطاه إبراهيم إياه، أفترى المتكلف ينكر هذا كله ويقول إن الله ترك القدماء هملا كالبهائم بلا شريعة ولا نعمة، أم يقول إنه لم تكن للقدماء شريعة في خصوص الزواج؟ فنقول له أترك الله عباده وعاداتهم في الزواج وإن تسافدوا تسافد البهائم؟ دع عنك المشركين ولكن التوراة تقول: منذ ولد انوش بن شيث ابتدأ يدعى باسم الرب وذلك بعد خلق آدم بمائتين وثمانين سنة " انظر تك 4: 26 و 5: 3 - 7 ".
فالمؤمنون من ذلك الزمان إلى زمان إبراهيم وآل إبراهيم فرضنا إن الله لم يجعل لهم شريعة في الزواج وتركهم وعاداتهم، ولكن هل كان الله راضيا لهم بتلك العادات التي اصطلحوا عليها لأجل مناسبتها لمصلحة وقتهم أو كان ساخطا لها، فإن كان ساخطا لها فلماذا لم ينههم عنها ويشرع لهم ما يناسب مصلحة وقتهم.
وقد أوحى الله إلى إبراهيم وخاطبه في أمور كثيرة وكذا يعقوب ولو أن الله يخاطبهم بقدر ما تذكرة التوراة عن خطاب الله لموسى في تفصيل ثياب هارون والكهنة " خر 28: 2 - 42 " أو صيدلة البرص " لا 13 و 14 " لكفي في جعل الشريعة لهم، أم لم تكن فرصة للرحمة واللطف بخليله وآل خليله كفرصة طور سيناء أو مصارعة يعقوب " تك 32: 24 - 29 " إلا بقدر الختان المؤلم الذي تخلص منه النصارى. هذا وإن كان الله راضيا بتلك العادات على ما ذكرنا فهي شريعة إلهية لهم.
وأيضا فإن الله سمى سارة بأنها امرأة إبراهيم مرارا عديدة أفلا يكفي هذا في إمضاء زواجها فيكون شريعة " انظر أقلا تك 17: 15 و 19 " دع هذا كله ولكن نبه المتكلف بأنه جاء في السادس والعشرين من التكوين عن قول الله 5