إظهار الحق لتوضيح المعنى أن يورد الفقرة الثالثة عشر من ثامن يوحنا وهي، فقال له الفريسيون أنت تشهد لنفسك شهادتك ليست حقا 14 أجاب يسوع وقال لهم وإن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق، ثم قال المتكلف تفريعا على ذلك، فترى أن الكلام اللاحق لا ينافي الكلام السابق فإن معنى قوله وإن كنت أشهد لنفسي أي إذا شهدت على سبيل الفرض والتقدير فشهادتي حق.
ثم أخذ المتكلف في التفرقة بين معنى إن وإذا وأطال في الكلام، فكانت نتيجة التفرقة أنه جعل إذا ولو في موضع أن عندما تكلف بتكرار الكلام وتقليبه.
فأقول: لا يخفى على من له أدنى فهم أن الفقرة التي أوجب على إظهار الحق ذكرها لا تنفعه شيئا ولو ملأ من تكرارها كتبا أو نادى بها بأعلى صوته ألف ألف مرة صارخا فقال له الفريسيون إلى آخره.
وأما فراره إلى الفرض والتقدير فلا يخلصه من التناقض بل يقال له: أليس التقدير المذكور مناقض لقوله إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقا، ومن أين جاء بالفرض والتقدير مع ما حكي بعد ذلك بيسير عن قول المسيح.
وأيضا في ناموسكم مكتوب أن شهادة رجلين حق أنا هو الشاهد لنفسي ويشهد لي الأب الذي أرسلني " يو 8: 17 و 18 ".
ثم قال المتكلف وعلى كل حال فكلمة " أن " لا تفيد وقوع الفعل بل لو وقع لما وجد أدنى منافاة.
قلنا: إن كلتا الفقرتين مصدرتان بقوله إن كنت أشهد لنفسي ويقول الإنجيل كما تقدم أنه شهد لنفسه وقال أنا هو الشاهد لنفسي.
فأين إلى أين الفرار بالفرض والتقدير وما يجدي مع تحقق التناقض بين التقديرين أيضا.
نعم إن قال المتكلف إن هاتين الفقرتين خاليتان من المعنى كقولي بل لو وقع الفعل لما وجد أدنى منافاة.