الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية " لو 1: 32 و 33 " فكيف إذا يعطي المسيح كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب وهو على توجيه المتكلف من نسل يهوياقيم ويهوياكين حقيقة.
فإن قلت: إن المتكلف قد وجه ذلك " يه 1 ج ص 223 و 224 " بزعمه ما ملخصه أن المقصود من كرسي داود المعطى للمسيح هو المملكة الروحية التي قد تسلطن بها المسيح في شرق الأرض وغربها وهي التي تقوم بالمحبة والطهارة والسلام وإزالة الشحناء والخصام وهي المملكة التي لا تزول إلى الأبد فشبهت تقريبا للأذهان بمملكة داود.
قلت: لم يكن الوعد الذي في لوقا لمريم على وجه التشبيه وأن الرب يعطيه مثل كرسي داود حتى يقال بأنه شبهت مملكة المسيح الروحية بمملكة داود الدنياوية تقريبا للأذهان، بل الوعد هو إعطاء الرب للمسيح كرسي داود أبيه وقد سبق عن ارميا عن الوحي أن كرسي داود لا يكون لنسل يهوياقيم ويكون يهوياقيم أو يهوياكين عقيما لا ينجح من نسله رجل يجلس على كرسي داود، وينبغي أن يكون المراد من كونه عقيما هو كونه عقيما عن الخير في ذريته وإلا فالوعد كاذب، فإن كلا من يهوياقيم ويهوياكين له نسل كثير بمقتضى العهدين إلى زمان المسيح وبعد المسيح، فقل: كيف يكون عقيما عن الخير في ذريته من يكون من نسله مثل المسيح الذي يعطيه كرسي المملكة الروحية إلى الأبد.
وأما قول المتكلف: إن ملكوت المسيح روحية تقوم بالمحبة والطهارة والسلام وإزالة الشحناء والخصام وهي المملكة الباقية التي لا تزول.
فنقول فيه: يا حبذا لو جلس المسيح على كرسي هذا الملكوت قرنا واحدا فقد دللناك من العهد الجديد في أواخر المقدمة الخامسة على أن تلاميذه ونصارى قرنه لم يخضعوا لهذه المملكة ولم تنفذ فيهم أحكامه الروحية كل النفوذ حسب قوانينها، وأما فيما تأخر عن قرنه فلا يخفى محل هذه المملكة مع ما جرى في جميع القرون والأدوار إلى الوقت الحاضر من المخاصمات والمشاحنات والاضطهاد وسفك الدماء وانتشاب الحروب الفظيعة إلى غير ذلك من الأحوال والأفعال التي تلاشى جميع ما ذكره من أركان المملكة الروحية وقوانينها، كما