فنقول فيه إن أراد من المجمع النيقاوي هو مجلس نائس المذكور.
قلنا: إن نقل جيروم أبعد عن التعصب من دعوى المتكلف وهو أعرف بالأمور القريبة من عصره ومشهور بالتحقيق والتدقيق وهو مثبت والمتكلف نافي.
وإن أراد من المجمع النيقاوي غير مجلس نائس المذكور فلا يضرنا لأنا لا ننكر أن مجامع النصارى قد اتفقت في بعض الأدوار على صحة هذه الكتب بل اتفقت في أدوار كثيرة على صحة كتب كثيرة حتى نبغت فرقة البروتستنت في القرن السادس عشر فانفردت بدعوى كذبها. وقد تعرض المتكلف أيضا للمجمع النيقاوي المذكور " يه 3 ج ص 246 " فلم يجسر على مخالفة جيروم في النقل ولكنه تكلم بما لا دخل له بالمقام كاستشهاده بكثرة الأساقفة على انتشار الديانة المسيحية وأن الكتب الموحى بها هي التي تكتب بإلهام الروح القدس وإن كتاب يهوديت ليس منها.
المورد الثاني: عن وارد كاتلك قال في كتابه: صرح جيروم في مكتوبه أن بعض العلماء من المتقدمين كانوا يشكون في الباب الآخر من إنجيل مرقس، وبعض القدماء كانوا يشكون في بعض الفقرات من الباب الثاني والعشرين من لوقا، وعن المحقق نورتن في كتابه المطبوع في بلدة بوستن سنة 1837 ص 70.
في هذا الإنجيل " يعني مرقس " عبارة واحدة قابلة للتحقيق " وهي من الفقرة التاسعة من الباب الأخير إلى آخر الإنجيل ".
والعجب من كريسباخ أنه ما جعلها معلمة بعلامة الشك في المتن وأورد في شرحه أدلة على كونها إلحاقية " ثم نقل أدلته وقال " فثبت منها أن هذه العبارة مشتبهة سيما إذ لاحظنا العادة الجبلية للكاتبين بأنهم كانوا ارغب في إدخال العبارات من إخراجها إنتهى.
قال المتكلف " يه 1 ج ص 123 ": إن القول بأن العلماء كانوا يشكون في الأصحاح الأخير من إنجيل مرقس هو افتراء محض غاية الأمر أن غريغوريوس أسقف " نسا " في كبدوكية قال: ان إنجيل مرقس ينتهي بقوله " وخافوا " " والصواب خائفات " وغض الطرف عن الاثنتي عشرة آية الأخيرة لأنه لم يجدها في بعض نسخ الفاتيكان، ومن المؤكد أنها كانت موجودة في نسخ كريسباخ ولكنها