العبادة إنتهى.
وينبغي له أن يقول أيضا تتميما لكلامه وأستغفر الله، ولا مناسبة أيضا بينها وبين خطيئة سيدنا هارون فسيدنا هارون بقول التوراة صنع العجل إلها يعبده بنو إسرائيل وبنى مذبحا أمامه ونادى غدا عيد للرب.
فأقول في شرح بعض كلامه إنك قد سمعت حكاية الغرانيق وهي القصة التي تزداد بزعم المتكلف قوة إلى قوة بانقطاع سندها وضعفه وتناقض مضامين روايتها وتلونها، وعدم التشاؤم آية التمني معها ومناقضة آية الأسماء والوحي لها وتكذيب العلماء المحققين لها، وتسميتهم لها خرافة إلى غير ذلك.
وفي العهد القديم الذي هو عند المتكلف كتاب وحي إلهي وكلام الله السميع العليم ما نصه أن سليمان أمالت نساءه المشركات قلبه وراء آلهة أخرى فذهب وراء عشتاروت آلهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين، وعمل الشر في عيني الرب ولم يتبع الرب تماما كداود أبيه وبني المرتفعات قبالة أورشليم لعشتاروت رجاسة الصيدونيين ولكموش رجاسة الموابيين ولملكوم كراهة بني عمون " انظر إلى 1 مل 11: 4 - 8 و 2 مل 23: 13 ".
أفنقول إن في هذا شيئا من الشرك؟ فإن المتكلف يقول: حاشا وكلا بل غاية الأمر أن سليمان أباح لبعض نسائه عبادة آلهتهن وماذا تقول للمتكلف لو قال تلك إن هذه الإباحة من وظائف الأنبياء والعدل مع النساء الأجنبيات؟ وما عساك تقول في سليمان وقد نص عليه العهد القديم عن قول الله إن سليمان هو يبني بيتي ودياري لأني اخترته لي ابنا وأنا أكون له أبا " 1 أي 28: 6 ".
والمتكلف يقول " يه 1 ج ص 122 " إنه من كبار الأنبياء فلا يضر في ذلك أنه ذهب وراء آلهة أخرى وعمل الشر ولم يتبع الرب وبنى مرتفعات الأوثان، فليعتبر ذو الرشد والبصيرة.
ثم قال المتكلف " يه 1 ج ص 64 " كان محمد لا يتنكف عن التعبد بآلهة قومه للتقرب منهم ثم ينقلب عليها لما يرى عدم الفوز بمرغوبه، فورد في سورة بني إسرائيل 75 وإن كادوا ليفتنوك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره