ومشيئته وحكمته، فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها إبطالا لأضاليل الجاهلية وعوائدهم الفاسدة في معاملتهم الأدعياء معاملة الأبناء الحقيقيين وتثبيتا للناس على شريعة الحق اقتداء بك لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا، وفارقوهن عن رغبة واختيار في طلاقهن.
هذا معنى ما ورد عن أهل البيت في تفسير الآية ولا أقل من أن يكون احتمالا في معناها يكبح أغراض المغرضين.
" حديث الإفك " ومما ينبغي استطراده من هذا النحو أيضا تعرض المتكلف " يه 1 ج ص 68 " والمتعرب " ذ 59 - 61 " لحديث الإفك إلا أن المتعرب قد كشف عن مخبأه وأبدى نضحه لما في آنيته وإن كان عيالا في كل ما جاء به على بعض افتراء اليهود والوثنيين في شأن ولادة المسيح الطاهرة ويزيدون عليه بأن شواهد العادة الطبيعية تعضدهم وظواهر الأحوال تساعدهم بحيث يباين ما يقولونه لحديث الإفك مباينة العادات الطبيعية لجزاف آلهتهم مضافا إلى أن أصل حديث الإفك وتهمته الشخصية غير معلوم وإنما جاء برواية الآحاد التي لا تفيد علما.
وأن القرآن الكريم لم يعين لها موردا خاصا وإنما جاء بعنوان عام. ولو عرضنا الأمرين على اليهود والوثنيين لقال أهل الشرف والنفوس الحرة في حديث الإفك لا يسوغ لنا الإقدام على التهمة والتخمين، وإن الاعتبار ليساعد فيه على البراءة.
هذا وإن الوحي الصادق الإلهي الرادع عن سوء التهم والقاهر ببيان قدرة الله على خلاف العادات الطبيعية.
والمكذب بنفوذ مشيئته لشواهد الحال قد أعلمنا بفضل الله ولطفه بالطهارة والبراءة في المقامين والله الهادي إلى سواء السبيل.
وأما هزوء المتكلف والمتعرب في هذا المقام واعتراضهما على الإطناب في تشديد النكير والموعظة في آيات الإفك فهما معذوران فيه، إلا إذا نبههما الراصدون بروحانيتهم لسياسة الاجتماع والمدنية المتكشفون بوصول عقولهم أسباب