وأيضا ما هو ومن هو المانع لله عن جوده ورحمته بغفران خطايا التائب المنيب إلا بالتكفير بالذبيحة.
وأيضا ما حاجة الله إلى الفداء والتفكير حتى يجعل ابنه بزعمهم تعالى عن ذلك عرضة للإهانة والصلب والاستهزاء كما يقول العهد الجديد مع ما كان عليه المسيح بمقتضاه من الاضطراب والخوف والاكتئاب والبكاء وطلبه من الله أن تعبر عنه كأس المنية " انظر مت 26: 36 - 46 ومر 14: 32 - 42 ولو 22:
39 - 45 ".
ومن الظرائف في مسألة الفداء أنه لما كان من أقوال التوراة ملعون من لا يقيم كلمات هذا الناموس ليعمل بها " تث 27: 26 " جاء عن بولس في ثالث غلاطيه 13 المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة إنتهى.
أفليس للسائل أن يسأل عن الكيفية المعقولة لهذا الفداء والافتداء، وعن موافقته لعدل الله وقداسته المستلزمين للعقاب على أصغر الخطايا، وعن كيفية كون المسيح وحاشاه لعنة لأجلهم، وعن توقف فدائهم على كونه وحاشاه لعنة مع الزعم بأنه ابن الله جل شأنه والأقنوم الثاني لله بل الإله الذي تقمص الطبيعة البشرية ليرفع قدرها، وعن حسن ذلك وعدم منافاته لعدل الله وقداسته، وعن جواز ذلك بالنسبة لمن يزعمونه إلها، وعن مناسبة ذلك للمكتوب المشار إليه فإنه في الحادي والعشرين من التثنية 22 وإذا كان على إنسان خطيئة حقها الموت فقتل وعلقته على خشبة 23 فلا تبت جثة على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لأن المعلق ملعون من الله فلا تنجس أرضك إنتهى.
وانظر هل يسب المسيح أعداءه أكثر من هذا " فإن قيل " إن هذا المكتوب المشار إليه غير هذا " قلنا " ها هما العهدان بأيدينا، فأين يكون المكتوب المشار إليه فيهما.
ولم يكتف المتكلف بما ذكره هاهنا في سر الفداء وخيل له وهمه أن هذا من الحقائق البينة والمعقولات الممكنة التي ينشرح لها العقل بالقبول فقال " يه 2 ج ص 290 و 291 " وإذا قيل ما هي الغاية من تجسده وصلبه " قلنا " إن الغاية