بحوثه ومحاوراته على لسان جماعة من ذوي النزاعة والرجاحة لتمحيص الحقائق وتنزيه العقائد من خلال الرسالات السماوية وتطورها التاريخي وبخاصة منذ عهد التوراة والزبور والإنجيل والقرآن العظيم، وهو خاتمة الرسالات لهداية البشر إلى فكرة التوحيد الخالص بعد أن اجتازت البشرية عبادة الأحجار والأشجار والحيوانات والكواكب والآباء والأمهات إلى غير ذلك من صنوف العبادات التي ما أنزل الله بها من سلطان. وإنما كانت من أثر الطفولة العقلية، وقد حرر الإمام البلاغي " رضي الله عنه " هذه الفصول الفلسفية العقائدية الدقيقة بقلم العالم النحرير المتمكن دون تحيز وتعصب وتحامل على أهل الأديان والمذاهب المخالفة وبلغة سهلة واضحة يفهمها حتى سقيم الفهم وختمها بخلاصة مهمة في إثبات أن دين الإسلام هو دين الفطرة وشريعة الإنسانية مهما تقدمت الحياة وارتقت البشرية أو تطور وتجددت المذاهب الفلسفية واختلفت الأجناس، ولا قوة للمبادئ المادية الإلحادية المظلمة على إطفاء نور الإسلام الساطع الباهر وفي تعاليم الحنيفية سر سعادة الإنسانية المعذبة، هذه هي الخطوط الأساسية لكتاب الرحلة المدرسية، ونظرا لقيمتها العقائدية الفلسفية ومباحثها الكلامية الإسلامية وتبسيط علل خلق الكائنات، وعجائب المخلوقات، من أجل ذلك اهتم بها الباحثون فترجمت لأكثر من لغة واحدة.
وهكذا تضمنت مؤلفاته التي أشرنا إليها آنفا وهي " التوحيد والتثليث " و " أنوار الهدى " و " البلاغ المبين " فإنها قد عالجت فكرة التوحيد وإبطال عقيدة الثالوث، وتفنيد آراء الماديين والدهريين وسائر مقالات الطبيعيين، ورد حملات الحاقدين المغرضين واعتراضاتهم الفاسدة، وقام بتلك المجالدة والمجادلة القلمية بأسلوبه اللين الهين مراعيا القاعدة المعروفة " مناظرك نظيرك " مع الأدب الجم، والخلق الرفيع.
أما كتابه " نصائح الهدى " " ورسالته إلى من كان مسلما فصار بابيا " فكل منهما قام على الدليل القاطع والحجة الدامغة، والحجاج المفحم المسكت، في تسفيه أحلام أصحاب الدعوة البابية والبهائية بالمعقول والمنقول، وتزييف