العينية التي عارض فيها قصيدة الرئيس ابن سينا في النفس، ولم يكن " رحمه الله " بالشاعر الفصال (1)، ولم يكن من الفقهاء المتزمتين الذين يتنكرون للشعر ونظمه، ويرونه مزريا بالعلماء، بل كان كثير الاحترام للشعراء المناضلين في سبيل الله الفضيلة الأخلاقية ونصرة المثل الإسلامية المثلى ووسيلة إذاعة فضائل أئمة أهل البيت عليهم السلام والإشادة بمحاسنهم، بيد أنه بالرغم من سلاسة شعره، وإشراق ديباجته، ورصانة تركيبه وفصاحة ألفاظه، ولطافة معانيه، وحلاوة أسلوبه وطلاوته، فإنه لا يزاحم من حيث القوة الشاعرية المبدعة التي امتازت بها الطبقة الأولى من فحول شعراء عصره كالسيد إبراهيم الطباطبائي والسيد موسى الطالقاني والسيد المجاهد العلامة الكبير والشاعر الشهير السيد محمد سعيد الحبوبي والشاعر الرقيق السيد جعفر الحلي وشاعر الرثاء والحماسة المخترع السيد حيدر الحلي " عليهم رحمات الرحمان ".
ومن شعر الإمام البلاغي الذي سارت به الركبان، قصيدته التي نظمها في الرد على قصيدة أحد علماء بغداد المنكرين لوجود الإمام الثاني عشر المنتظر وغيبته عليه السلام ومطلعها:
أيا علماء العصر يا من لهم خبر * بكل دقيق حار في نعته الفكر فأجابه الشيخ الجليل البلاغي " رضي الله عنه " بقصيدة طويلة بلغت مائة وتسعة أبيات، وهي من عيون شعره، ومستهلها:
أطعت الهوى فيهم فعاصاني الصبر * فها أنا ما لي فيه نهي ولا أمر ومنها:
أروح وقلبي للواعج والجوى * مباح وأجفاني عليها الكرى حجر وفي أواخرها يقول:
وقد جاء في الآثار عن كل واحد * أحاديث يعيي عن تواترها الحصر تعرفنا ابن العسكري وإنه * هو القائم المهدي والواتر الوتر