حينما كان إبراهيم بين النهرين في أرض الكلدانيين قبلما سكن حاران.
وفي سابع عشر التكوين " 9 - 14 " وقال الله لإبراهيم وجعل له شريعة الختان وعهده ولذريته وخدمه وعبيده.
وفي الثامن عشر عن قول الله " 19 " لأني عرفته لكي يوصي بنيه وبيته من بعده أن يحفظوا طريق الرب ليعملوا برا وعدلا.
وهذا هو حقيقة الرسالة في هذا المقام، ويوضح أمرها ما في السادس والعشرين من التكوين عن قول الله لإسحاق " 5 " من أجل أن إبراهيم سمع لقولي وحفظ ما يحفظ لي أوامري وفرائضي وشرائعي.
وفي العشرين من التكوين عن قول الله لأبي مالك " 7 " أن إبراهيم نبي وفي العهدين خليل الله " 2 أي 20: 7 واش 41: 8 ويع 2: 23 ".
وأما ما ذكر في شأنه فقد قال الله في القرآن الكريم في سورة الأنعام 75 (وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين) 76 (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين) 77، (فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين) 78، (فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني برئ مما تشركون).
قال المتكلف " يه 1 ج ص 20 " إن عبارة القرآن ناطقة بوقوعه " يعني إبراهيم " في عبادة الأصنام.
فأقول: إن الآيات واضحة الدلالة على أن رؤية إبراهيم للكواكب وملكوت السماوات والأرض كانت أول رؤية منه لها فقال ما ذكره القرآن فأما أن يعتمد في ذلك على ما روى من أن أمه ولدته في مغارة خوفا عليه من النمرود فلما ترعرع خرج من المغارة فرأى الكوكب إلى آخر المذكور، أو أنها أول رؤية كانت في ابتداء تمييزه حال طفوليته الذي التفت به إلى عظمة شأن العالم العلوي وأجرامه وفضيلة إشراقها ونورها، فإن الله علم منه أن فطرته السليمة في أول تمييزه قد أشعرته بأن له إلها صانعا وربا معبودا، ولكنه بعد لم يوصله التدرب