النجيب صاحبنا السيد عبد الرؤف ابن السيد حسين الجد حفصي البحراني.
وبالجملة فمحاسنه كثيرة وعلومه غزيرة روح الله روحه وتابع فتوحه توفي (قدس سره) بالليلة الحادية والعشرين من شهر رمضان بدار العلم شيراز سنة 1028 ه انتهى كلام شيخنا العلامة الشيخ سليمان البحراني.
(قلت): وهذا السيد الجليل من نوادر الزمان علما وأدبا وعملا وكمالا ويكفيه أنه تلمذ مثل الكاشاني وأضرابه من فحول العلماء عليه وذكره السيد الأديب النجيب السيد علي في السلافة وبالغ في الثناء والتقريظ عليه وذكره كل من تأخر عنه من علماء الرجال والإجازات وكتابه (اليوسيفية) التي ذكرها شيخنا مع حواشيه الكثيرة موجودة عندنا في أولها أصول الدين إجمالا مفيدا ثم الطهارة والصلاة وله الشعر البليغ الذي لم يوجد لأحد من الهاشميين بعد السيد الرضي أحسن منه وشعره في البداهة في غاية القوة والجزالة ولا سيما الأبيات التي ارتجلها بعد خطبتي الجمعة التي أشار إليها شيخنا وذكرها السيد النجيب في السلافة ولا بأس بذكرها مع بعض من كل من شعره المشتمل على التفكر والآداب والاتعاظ لأولي الألباب فمنها الأبيات التي ختم بها الخطبتين قوله (ره):
ناشدتك الله إلا ما نظرت إلى * صنيع ما ابتدأ الباري وما ابتدعا تجد صفيح سماء من زمردة * خضرا وفيها فريد الدر قد رصعا ترى الدراري يدانين الجنوح فما * يجدن غب السرى عيا ولا ضلعا والأرض طاشت ولم تسكن فوقرها * بالراسيات التي من فوقها وضعا فقر ساحتها من بعد ما امتنعا * وانحط شامخها من بعد ما ارتفعا وأرسل الغاديات المعصرات لها * فقهقهت ملء فيها واكتست خلعا