الأحسائي انتهى. وقفت له على رسالة حسنة في الجهر والإخفات بالبسملة والتسبيح في الأخيرتين وثالثة المغرب ورسالة في حجية ظواهر الكتاب الكريم وحواشي على تهذيب الأحكام وبعض الفوائد والنوادر ومن جملة تلك الفوائد بخط سبطه الشيخ موسى فائدة تحريم الدم مما علم بالضرورة من الدين ولكن حيث قد شربه الحجام متبركا بدم النبي (صلى الله عليه وآله) ولم يكن عالما بالتحريم على هذا الوجه لم يخطئه النبي (صلى الله عليه وآله) بل جعل ذلك سببا لنجاته من النار ففيه دلالة على ما أشرنا إليه في بعض كتبنا أن الجاهل معذور وإنما تكون المعصية معصية إذا قصد المخالفة ثم قال:
تلك الدماء أراقتها أمية بعد * العلم فاستوجبوا التخليد في النار سيعرضون بيوم لا حلاق لهم * فيه وحاكمه الهادي على الباري انتهى كلامه (ره) ومن فوائده قال: فائدة في (ثواب الأعمال) عن مولانا الباقر (ع) قال: إن عابدا عبد الله تعالى ثمانين سنة ثم أشرف على امرأة فوقعت في نفسه فراودها عن نفسها فتابعته فلما قضى منها حاسبته طرقه ملك الموت فاعتقل لسانه فمر سائل فأشار إليه أن يأخذ رغيفا كان في كسائه فأحبط الله عمل ثمانين سنة بتلك الزنية وغفر له بذلك الرغيف فانظر يا أخي شدة عقاب الزنا وعظم ثواب الصدقة ثم قال (ره) شعرا:
فإياك إياك الزناء فإنه * سواد لوجه العبد دنيا وآخره ومقت من الباري فيا بعد ماقت * من الله لا يلقى من الأرض ناصره وكن باذلا ما استطعت في الله موقنا * بحسن الجزا فاجهد ولا تخش فاقرة فكم من فتى قد جاءه الموت عاجلا * وأعطى فأحياه الإله وآثره