البحراني (ره) المتقدم ذكره (ص 180)، وقد رأيت الإجازة بخطه (قده) عندنا، له كتاب جليل دقيق المعنى مجلد حسن في مكارم الأخلاق والسلوك نفيس جدا، وله ترتيب مسائل الثقة علي بن جعفر الصادق (ع) عن أخيه موسى الكاظم (ع) وتنبيهات له عليها جيدة، رأيتها بخط العالم العابد الشيخ مبارك آل حميدان الجارودي القطيفي (قده).
وله تغمده الله برحمته قصة مع حاكم البلاد من أهل القطيف وهي أنه كانت مقبرة بجنب بستان لذلك الحاكم فأراد عمارتها وغرسها وإدخالها في بستانه فوعظه ذلك الشيخ فلم يتعظ ومنعه فلم يمتنع وكانت القطيف والأحساء حينئذ لبعض الحكام من أهل البادية مقدار يومين أو ثلاثة فمشى الشيخ ناصر المذكور إليه حتى اجتمع به وأخبره بما جاء إليه فلما حضر وقت الغداء قام من عنده إلى رحله فدعاه إلى الغداء فامتنع امتناعا شديدا واعتذر إليه ببعض الأعذار وكانت له دوخلة (وهي إناء من خوص) فيها تمر فأكل منه فأضمر له ذلك الحاكم سوءا ثم اختبره ببعض العطايا والإقطاعات فلم يقبل قليلا ولا كثيرا فوجده صادقا زاهدا فأجابه إلى ما طلب وكتب إلى عامله ينهاه عن التعرض لتلك الأرض ويأمره بالإحسان للشيخ المزبور فبقيت تلك المقبرة خرابا، ونقل أنه لما توفي الشيخ المذكور تغمده الله بالكرامة والحبور، قام ذلك الحاكم لتلك الأرض وعمرها وغرسها في يومها وهي الآن خراب لا يقبر فيها أحد وكانت عاقبة ذلك الحاكم أن قتل أشر قتلة وغصبت جميع أملاكه فهي إلى الآن مغصوبة سنية، فما أغر ابن آدم وأشقاه وما أحرصه على دنياه وما أطول أمله وأقساه وما أطوعه إلى هواه وأبعده عن طاعة ربه ومولاه، ونسأل الله تعالى أن يتجاوز