يخرج للبحث والتدريس فلما اجتمعت العلماء والطلبة من أطراف البحرين وغيرها وقد كان العلم رائجا في زمانه كما قدمنا سألوا عما بالشيخ فأخبروا أنه غير طيب النفس ولم يعلموا بالسبب فدخل عليه هذا السيد (صاحب الترجمة) وكان أجرا تلامذته عليه بعد طلب الاستئذان إليه فرآه حزينا كئيبا فسأله عن سبب ذلك فأخبره بما هنالك، فقال له السيد المذكور إن رؤياك هذه حسنة مبشرة ينبغي لك أن تحمد الله عليها وتلبس ثياب المسرة والبشرى إليها فقال له: وما ذاك؟
فقال له السيد إن رؤياك تدل على أن الله تعالى يرزقك سبعة أولاد ذكورا علماء فضلاء وكلهم يخلفونك ويصلون في هذا المسجد أئمة للإنس وكان الشيخ قبل ذلك ليس له ولد ذكر أصلا فلما سمع الشيخ من السيد بتفسيرها وتعبيرها انجلى عنه ما يجده من الهم والثبور وتبدل ذلك عليه بالبشرى والسرور وخرج للتدريس على عادته حامدا مستبشرا فما كان إلا وقت يسير حتى من الله عليه بما ذكره السيد المذكور فرزقه الله سبعة أولاد علماء فضلاء مجتهدين وكلهم صلوا الجماعة والجمعة في ذلك المسجد المزبور والعلم كله في العالم كله إلا ما استأثر الله به دون خلقه واختص به رسله وأنبيائه وأمنائه (صلى الله عليهم أجمعين).
ومثل هذه القضية والشئ بالشئ يذكر ما حدثني به شيخنا العلامة بوأه الله في دار المقامة قال (قدس سره) لما كنا في النجف الأشرف آخر زياراته وكان في أيام مرض العالم العامل الفاضل الفقيه الشيخ محمد حسين الكاظمي ذكر لي العالم الفاضل رفيع الشأن الشيخ محمد بن عيثان الأحسائي وكان مجاورا في النجف الأشرف للاشتغال يوما من تلك الأيام أني رأيت البارحة في الطيف كأن العالم الفقيه الشيخ محمد حسين الكاظمي أتى إلى براني الشيخ الفاضل ذي الشرف