- ك - يرون فيه الحجة الورع والزعيم المصلح يأتمرون بأوامره وينكصون عن ارتكاب ما نهى عنه إذ عرفوه عالما رباني لا يغضب إلا لله ولا يأمر إلا بما أمر الله ولا ينهى إلا عما نهى الله عنه، يمتاز من بين أقرانه بسعة الحلم وقوة الذاكرة ورجاحة العقل وعظم المخافة لله تعالى والفرق منه والتقوى له، ولعل التقوى أبرز ظاهرة فيه فقد اشتهر حتى الآن بين أبناء وطنه لذلك ولعل تقاه بل هو نفسه أكبر دافع لكثير من أبناء البلاد ووجهائها وأصحاب الثروة ذوي الاحسان فيها في الوصاية عليه، والعهد بالولاية على أولادهم وإنفاذ وصاياهم، ولأجل تقواه وورعه وزهده وأمانته وعفته وصيانته حبست الوقوفات عليه وعلى ذريته من كافة الطبقات.
حياته الأدبية وإلى جنب ما ذكرنا فهو أديب وشاعر ولكن من الطراز القديم وعلى النحو المألوف بين أمثاله في ذلك الوقت، فمن نظر في خطبه ومقدماته لمؤلفاته وتعليقاته عليها وعلى سائر الكتب وجدها كما ذكرنا، وهذا الكتاب كثيرا ما فيه من إنشائه بل أكثره، وهو على المنهاج الذي أسلفنا ولكن رغم ذلك فالقارئ يجد في قراءتها متعة ولباقة، والمستمع إلى خطبه العيدية يأخذه وقع لفظها ويسيطر عليه ما احتوت عليه من غرر الدر المنثور، وبما فيها من تشويق للإقبال على الآخرة وتخويف من التعرض للدنيا، وأمر بأداء الواجبات ونهي عن ارتكاب المحرمات..
أما شعره فلم يكن فيه ثمة تجدد عن شعر أهل القرن الماضي ولكن يمتاز بتأثيره العظيم سيما في الرثائيات، وقد وقف حياته الأدبية على خدمة أهل البيت عليهم السلام