نفحات الأزهار - السيد علي الميلاني - ج ١٨ - الصفحة ١٠٧
في شأن.
فقال عبد الرحمن: يا علي لا تجعل على نفسك حجة وسبيلا.
فخرج علي وهو يقول: سيبلغ الكتاب أجله.
فقال المقداد بن الأسود لعبد الرحمن: والله لقد تركته - يعني عليا - وإنه من الذين يقضون بالحق وبه يعدلون.
فقال: يا مقداد، لقد اجتهدت للمسلمين.
فقال المقداد: إني لأعجب من قريش، إنهم تركوا رجلا ما أقول ولا أعلم رجلا أقضى بالحق ولا أعلم منه.
فقال عبد الرحمن: يا مقداد، إتق الله، فإني أخاف عليك الفتنة.
ثم لما أحدث عثمان - رضي الله عنه - ما أحدث، من توليته الأمصار للأحداث من أقاربه، روي أنه قيل لعبد الرحمن بن عوف:
هذا كله فعلك.
فقال: لم أظن به، لكن لله علي أن لا أكلمه أبدا.
ومات عبد الرحمن وهو مهاجر عثمان رضي الله عنهما.
ودخل عليه عثمان عائدا في مرضه فتحول إلى الحائط ولم يكلمه " (1).
وفي هذه القصة دلالة من جهات، على بطلان ما ادعاه الرازي وأتباعه، في مدلول حديث المنزلة... كما يدل على بطلان خلافة الثلاثة وتوليهم أمور المسلمين، من جهات كذلك...

(1) المختصر في أخبار البشر 1 / 165 - 166.
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 111 113 114 ... » »»
الفهرست