السلام، ثبت دلالته على الأفضلية، وبذلك يسقط تقولات ابن تيمية والأعور وأمثالهما في هذا الباب.
أما نفي الدلالة على الخلافة بسبب وفاة هارون في زمن حياة موسى، فسيأتي الجواب عنه بأبلغ الوجوه، إن شاء الله تعالى.
7 - الدلالات على العموم من كلام المولوي محمد إسماعيل واعترف بذلك أيضا ابن أخ (الدهلوي): المولوي محمد إسماعيل الذي فاق عمه وأسلافه في التعصب والتصلب المقيت... وهذه عبارته معربة:
" واعلم أيضا: أن لبعض الكاملين مشابهة مع أنبياء الله في أحد الكمالات، ولبعضهم في كمالين، ولبعضهم في ثلاثة، ومنهم من يشابههم في جميع الكمالات... فللإمامة - إذا - مراتب مختلفة، وبعضها أكمل من بعض...
هذا بيان حقيقة مطلق الإمامة... وعلى هذا، كان إمامة من يشابه الأنبياء في جميع الكمالات أكمل من إمامة سائر الكاملين، فلا يبقى والحال هذه لا محالة امتياز لهذا الإمام الأكمل عن الأنبياء إلا بنفس مرتبة النبوة... وحينئذ جاز أن يقال: إنه لو كان نبي بعد خاتم النبيين لكان شخص أكمل الكاملين، ومن هنا ورد في الحديث: لو كان بعدي نبي لكان عمر (1). وجاز أن يقال بأنه لا فرق بينه وبين النبي إلا بمنصب النبوة، كما ورد عنه في حق علي رضي الله عنه: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " (2).
وبهذا التصريح تصير جميع التلفيقات الواردة في كتب أسلاف الرجل هباء منثورا.