الاستخلاف مدة غيبته، لأنه استثنى النبوة، فلم يبق إلا الاستخلاف مدة الغيبة " (1).
وهذا صريح كذلك في كون الاستثناء متصلا، وأن المستثنى هو " النبوة " لا " عدم النبوة ".
والطريف: أن تلميذ (الدهلوي) يتبع ولي الله وسناء الله، ويخالف شيخه (الدهلوي)... ذاك هو الفاضل الرشيد الدهلوي، فإنه يقول:
" وخرج السيد المحقق - قدس سره - في حاشية المشكاة بشرح حديث المنزلة أن قوله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى تشبيه مبهم، ويبينه الاستثناء: إلا أنه لا نبي بعدي. يعني: إن عليا المرتضى متصل برسول الله في جميع الفضائل عدا النبوة. وهذه عبارته قدس سره: يعني أنت متصل بي ونازل مني بمنزلة هارون من موسى. وفيه تشبيه، ووجه الشبه مبهم، لم يفهم أنه رضي الله عنه بما شبهه صلوات الله عليه وسلم، فبين بقوله: إلا أنه لا نبي بعدي أن اتصاله ليس من جهة النبوة. انتهى ما أردنا نقله.
وعلى هذا التقدير لا يكون الاستثناء " إلا أنه لا نبي بعدي " لدفع شبه، بل لتفسير المبهم " (2).
اتصال الاستثناء في كلام الكابلي فثبتت - والحمد لله - أن الاستثناء في الحديث متصل لا منقطع... وبه صرح: ابن طلحة، وابن الصباغ، والأمير، والطيبي، والشريف الجرجاني، والقسطلاني، والمناوي، والعلقمي، والعزيزي، وولي الله، وثناء الله، والرشيد الدهلوي...