العود إلى كلمات الدهلوي قوله:
وقالوا: إن هذه الخلافة ليست الخلافة المتنازع فيها حتى يثبت استحقاق تلك الخلافة بهذا الاستخلاف.
أقول:
قد عرفت أن هذا الذي نسبه (الدهلوي) إلى النواصب قد صرح كبار علماء أهل السنة من المحدثين والمتكلمين... وسنأتي على هذه الشبهة فيما بعد بالتفصيل بما يقلع جذورها ويخجل المتفوهين بها...
ولا يخفى أن هذه شبهة في مقابل تمسك أصحابنا بحديث المنزلة من حيث دلالة خصوص الاستخلاف لأمير المؤمنين على إمامته وخلافته بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما سنبين، وأما الاستدلال بهذا الحديث من الجهات والوجوه الأخرى التي يذكرها أصحابنا الإمامية من غير دخل للاستخلاف، فلا تضر به هذه الشبهة الركيكة، لأن تلك الوجوه مبنية على إثبات ما كان لهارون من المنازل، لسيدنا أمير المؤمنين عليه الصلاة، والتي منها:
الخلافة عن موسى بعد الوفاة، والأعلمية، والأفضلية، والعصمة، ووجوب الطاعة... وكل واحدة من هذه المنازل كافية لثبوت الإمامة والخلافة للإمام عليه الصلاة والسلام.
وبغض النظر عن هذا، فإن هذه الخلافة - حتى وإن لم تكن الخلافة