3 - الحلبي: " وإلى شرف هذا النسب يشير صاحب الهمزية رحمه الله تعالى بقوله:
وبدا للوجود منك كريم...
أي: ظهر لهذا العالم منك كريم أي جامع لكل صفة كمال. وهذا على حد قولهم " لي من فلان صديق حميم "، وذلك الكريم الذي ظهر وجد من أب كريم سالم من نقص الجاهلية، آباؤه الشامل للأمهات جميعهم كرماء، أي سالمون من نقائص الجاهلية، أي ما يعد في الاسلام نقصا من أوصاف الجاهلية. وهذا نسب لا أجل منه... وقد قال الماوردي في كتاب أعلام النبوة: وإذا اختبرت حال نسبه صلى الله عليه وسلم وعرفت طهارة مولده صلى الله عليه وسلم، علمت أنه سلالة آباء كرام ليس فيهم مسترذل، بل كلهم سادة قادة، وشرف النسب وطهارة المولد من شروط النبوة، هذا كلامه. ومن كلام عمه أبي طالب:
إذا اجتمعت يوما قريش لمفخر * فعبد مناف سرها وصميمها وإن حصلت أنساب عبد منافها * ففي هاشم أشرافها وقديمها وإن فخرت يوما فإن محمدا * هو المصطفى من سرها وكريمها بالرفع عطفا على المصطفى، وسر القوم وسطهم، فأشرف القوم قومه وأشرف القبائل قبيلته وأشرف الأفخاذ فخذه " (1).
4 - أبو نعيم الأصبهاني (بعد ذكر الأحاديث المتقدمة): " ووجه الدلالة في هذه الفضيلة: إن النبوة ملك وسياسة عامة، وذلك قوله تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) وهو الملك في ذوي الأحساب والأخطار من الناس، وكل ما كان خصال فضله أوفر كانت الرعية بالانقياد إليه أسمع وإلى طاعة مطيعه أسرع، وإذا كان في الملك وفي توابعه نقيصة نقص عدد أتباعه ورعيته