وجاء: فلما رأى حمزة وجل القوم من عمر، قال حمزة: نعم. فهذا عمر فإن يرد الله بعمر خيرا يسلم، ويتبع النبي (صلى الله عليه وآله) وإن يرد غير ذلك فقتله علينا هين.
قال: والنبي (صلى الله عليه وآله) داخل يوحى إليه فقال: فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى أتى عمر، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال (صلى الله عليه وآله): أما أنت منتهيا يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي، والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة (1).
الرواية تقول: إنه خرج متقلدا السيف، ووطأ ختنه، وأدمى أخته وأن النبي (صلى الله عليه وآله) قد خرج له من البيت عند قدومه ولم يخبره أحد بأن عمر جاء ليسلم فأخذ (صلى الله عليه وآله) بمجامع ثوبه، وحمائل سيفه، مهددا إياه بالعقوبة الإلهية، التي نزلت على الوليد بن المغيرة، فأسلم عمر.
فواضح أن إسلام عمر قد جاء بعد التهديد النبوي (صلى الله عليه وآله)، والنصيحة المحمدية له، وهذا التفسير أقرب إلى الصواب.
وتصميم عمر على قتل النبي (صلى الله عليه وآله)، وهو في بداية الدعوة الإسلامية في مكة، بادرة خطيرة في ذلك الزمن، من قبل شخص عادي في المجتمع، مثل عمر المنحدر من بيت مغمور... ومثل هذا التصميم، كان من مسؤولية وجهاء كفار قريش، من أمثال أبي جهل، وأبي سفيان، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وعمرو بن هشام...
وهؤلاء الوجهاء لم يحكموا على النبي (صلى الله عليه وآله) بالموت إلا بعد أن استنفدوا كل وسائلهم في إغرائه، وردعه عن تبليغ الإسلام، من حصار اقتصادي (دام ثلاث سنين) وحرب نفسية، واعتداءات وحشية على شخصه المبارك والمسلمين.
فصبر المسلمون في هذا الطريق الطويل ثلاث عشرة سنة...
ولم يحكموا بالموت على النبي (صلى الله عليه وآله) إلا بعد وفاة عمه أبي طالب، (زعيم بني