الجناح بقوة في المجال السياسي، دون اهتمام بالأحاديث النبوية والآيات القرآنية المحذرة من بني أمية، وواقعهم الكافر، وحرصهم على تولي السلطة واحتكارها.
كما أن بني أمية يملكون ما لم يملكه بنو تيم وبنو عدي، وهو شرفهم الغابر قبل الإسلام، وقيادة أبي سفيان لقريش في حروبها ضد الإسلام، وكثرة أفرادهم، وأموالهم.
ولقد سمى أبو سفيان أبا بكر وعمر بضئيلي تيم وعدي، واستمر في الاستهانة بهما إذ قال: والهفاه على ضئيل بني تيم (1). لذا يكون الاعتماد على الخط الأموي في الدولة فيه مخاطر كثيرة على بقية القبائل.
والخطورة تكمن في وجود دهاة وقساة في بني أمية إلى جنب عثمان، وهم الحكم بن أبي العاص ومروان وعبد الله بن أبي سرح والوليد بن عقبة بن أبي معيط وأبو سفيان ومعاوية وعتبة وغيرهم لا يتورعون عن فعل شئ.
وحول مسألة مجيء عمر وأبي بكر بالأمويين إلى الحكم فالأمر محصور بين مسألتين الأولى عدم معرفتهما بالمنهج الأموي والآيات والأحاديث والخلفية التاريخية لبني أمية وواقعهم بعد الإسلام ورغبتهم في قبض السلطة واحتكارها، وضعف عثمان وميله الظاهر نحو بني قومه.
والمسألة الثانية: معرفتهم بذلك. والذي له اطلاع ومعرفة بشخصي عمر وأبي بكر، يدرك أنهما من دهاة العرب ولهما اطلاع واسع على الأحداث والشخصيات، وقد عبر عمر عن اطلاعه في ترجمته لرجال مجلس الشورى الستة الذين نصبهم.
وقد روى عمر حديثا نبويا في بني أمية، جاء فيه: ليعورن بنو أمية