على فراشه (1). وقد استخدم عمر وابن عوف عدة أمور لحفظ السلطة في قبائل قريش أو لحفظ الحزب القرشي من التلاشي.
أولا: حذر عثمان من توجهه الأموي، بهذا المعنى أن عمر موافق على خلافة عثمان الأموي، ولكن من دون سيطرة أموية قبلية على البلاد والعباد.
ثانيا: اشترط ابن عوف عليه عند البيعة السير على نهج الشيخين (أبي بكر وعمر)، أي عدم حصر الخلافة في بني أمية.
ثالثا: اشترط عمر عليه (عثمان) تعيين عبد الرحمن بن عوف خليفة له، وزيادة في الحيطة، فقد جعل بيعة عثمان تجري بواسطة ابن عوف، ليردها عليه.
رابعا: أوصى عمر إليه بتعيين سعد بن أبي وقاص الزهري واليا على الكوفة، التي كانت تعد أكبر ولاية إسلامية وأغناها. وأوصى إليه تعيين أبي موسى الأشعري واليا على البصرة (2).
إن الحزب الأموي الذي كان خطا قويا في ذلك الحزب القرشي، كان يخطط للاستيلاء الكامل على السلطة. ونواة الحزب الأموي كانت تتمثل في أبي سفيان وأولاده (معاوية، عتبة، يزيد، عنبسة) وعتاب بن أسيد، والوليد بن عقبة، ومروان بن الحكم، وعبد الله بن أبي سرح، وسعيد بن العاص، وعثمان بن عفان، والحكم بن أبي العاص.
وقد تلتبس الأحداث على القارئ في توصية عمر إلى ابن عوف بعد عثمان، ووصف عمر لمعاوية بكسرى العرب أقول: إن مبدأ تحالف قبائل قريش يقوم على تناوب الخلافة بينها، وهذا مبدأ واضح لإبعاد بني هاشم والأنصار عن الخلافة.
وعمر لا يخالف تولية معاوية الخلافة بعد عثمان لذلك وصفه بكسرى