الانقلاب تتمثل في موت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومدته محصورة بين البدء بغسل النبي (صلى الله عليه وآله) وانتهاء بدفنه، وساحة الانقلاب تتمثل في سقيفة بني ساعدة. وفعلا تم ذلك التخطيط ونفذ وانتخبوا أبا بكر.
وقد استمر بعض الجنود الفارين من حملة أسامة بمناداة أسامة بالأمير طيلة حياتهم. ومنهم أبو بكر وعمر وبعد سيطرة أبو بكر على السلطة طلب من أسامة إذنا ببقاء عمر في المدينة، فقال له أسامة (جوابا خطيرا): ماذا تقول في نفسك؟ (1) وبالرغم من كل ذلك فقد بقي صدى صوت الأنصار: لا نبايع إلا عليا (2).
واعترف عمر بمعارضة الأنصار لهم قائلا (عن حادثة السقيفة): وتخلفت عنا الأنصار بأسرها (3).
فإذا كانت الأنصار بأسرها قد تخلفت عن بيعة أبي بكر، وقالت بأسرها: لا نبايع إلا عليا، فمتى حصلت البيعة لابن عبادة؟، وكيف؟
ولو بايع سعد لنفسه في فترة وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) ووجود أبي بكر في السنح (خارج المدينة)، وجمع الأعوان لنفسه وشاطرهم السلطة، (مثلما فعل أبو بكر وعمر مع المغيرة وابن العاص وخالد وابن عوف وعثمان وغيرهم) لما تمكن عمر من وطئه، والمطالبة بقتله، وكسر أنف الحباب؟!! لقد وطأوا سعدا وكسروا أنف الحباب، بينما ذكرت الأخبار بأنهما ثبتا مع النبي محمد (صلى الله عليه وآله) في معركة أحد يوم فر منها أبو بكر وعمر (4) وبعد حادثة السقيفة قتل ابن عبادة وأهمل ذكر الحباب! وصعد نجم المعادين للنبي (صلى الله عليه وآله) من أمثال ابن العاص ومعاوية والوليد بن عقبة!