وكانت الخطة تقتضي مواجهة حاسمة مع الأنصار، ولما نادت الأنصار في السقيفة لا نبايع إلا عليا، وفشلت في مسعاها، وأخذت البيعة منها قسرا وحيلة انحسرت الأنصار عن الدولة فتحرك أعوان الدولة، من مثل عمرو بن العاص، وعكرمة بن أبي جهل، وغيرهم لهجو الأنصار بأسلوب عنيف.
واستمرت معارضة سعد بن عبادة لحكم أبي بكر وعمر إلى أن انتهى ذلك في زمن عمر بن الخطاب بنفيه إلى الشام ثم قتله هناك...
وقد قتله محمد بن مسلمة في الشام بأمر عمر بن الخطاب (1) ولكن الدولة ألقت بتهمة قتله على الجن؟! (أي جن الشام)، ثم قتل محمد بن مسلمة بواسطة رجل شامي.. (ليس من الجن)؟! وكانت خطة الحزب القرشي تعتمد على اتهام سعد بن عبادة بحادثة تأسيس وقائع السقيفة لضرب عصفورين بحجر الأول أي الانتقام من سعد بن عبادة رئيس الأنصار وعزل علي بن أبي طالب (عليه السلام) زعيم بني هاشم ووصي المصطفى (عليه السلام). فجاءوا بسعد بن عبادة إلى السقيفة مستدرجين إياه، أو أنه كان في سقيفته مع ثلة من الأنصار معذورا عن حضور مراسم دفن النبي (صلى الله عليه وآله) لمرضه.
وكان سعد زعيم الأنصار وابنه قيس من دهاة العرب ومن المؤمنين المجاهدين الذين شاركوا في حروب النبي (صلى الله عليه وآله)، ولو أراد سعد السيطرة على الخلافة بغتة لما تمكن رجال الحزب القرشي من أخذها من الأنصار، ولجمع الجموع العظيمة، وهيأوا الخطط الخطيرة.
علما بأنهما من المتقين الأخيار الذين لا يسعون لأخذ الخلافة من علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ويشهد لذلك قول النبي (صلى الله عليه وآله): اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة. وقال (صلى الله عليه وآله) في غزوة ذي قرد: اللهم ارحم سعدا وآل سعد، نعم