موسوعة العقائد الإسلامية - محمد الريشهري - ج ١ - الصفحة ٤٢٦
حسبهم، وترفعوا فوق نسبهم، وألقوا الهجينة (1) على ربهم، وجاحدوا الله على ما صنع بهم، مكابرة لقضائه، ومغالبة لآلائه! فإنهم قواعد أساس العصبية، ودعائم أركان الفتنة، وسيوف اعتزاء (2) الجاهلية. (3) 1200. عنه (عليه السلام): ليتأس صغيركم بكبيركم، وليرأف كبيركم بصغيركم، ولا تكونوا كجفاة الجاهلية: لا في الدين يتفقهون، ولا عن الله يعقلون، كقيض (4) بيض في أداح (5) يكون كسرها وزرا، ويخرج حضانها شرا. (6) 1201. تفسير العياشي عن محمد القصري عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: سألته عن الصدقة، فقال: اقسمها فيمن قال الله، ولا يعطى من سهم الغارمين الذين يغرمون في مهور النساء، ولا الذين ينادون بنداء الجاهلية. قلت: وما نداء الجاهلية؟ قال: الرجل يقول: يا آل بني فلان، فيقع بينهم القتل! ولا يؤدى ذلك من سهم الغارمين، والذين لا يبالون ما صنعوا بأموال الناس. (7) 1202. صحيح مسلم عن جابر: اقتتل غلامان؛ غلام من المهاجرين وغلام من الأنصار، فنادى المهاجر أو المهاجرون: يا للمهاجرين! ونادى الأنصاري:
يا للأنصار! فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ما هذا دعوى أهل الجاهلية؟ قالوا:
لا يا رسول الله، إلا أن غلامين اقتتلا فكسع أحدهما الآخر، قال: فلا بأس،

١. الهجين: مأخوذ من الهجنة وهي الغلظ، وتهجين الأمر: تقبيحه (لسان العرب: ١٣ / ٤٣٣ و ٤٣٤).
٢. التعزي: الانتماء والانتساب إلى القوم (النهاية: ٣ / ٢٣٣).
٣. نهج البلاغة: الخطبة ١٩٢، بحار الأنوار: ١٤ / ٤٦٧ / ٣٧.
٤. القيض: قشر البيض (النهاية: ٤ / ١٣٢).
٥. الأداحي جمع الأدحي: وهو الموضع الذي تبيض فيه النعامة وتفرخ (النهاية: ٢ / ١٠٦).
٦. نهج البلاغة: الخطبة ١٦٦، بحار الأنوار: ١ / ٢١٩ / ٤٧.
٧. تفسير العياشي: ٢ / ٩٤ / ٨٠، بحار الأنوار: ٩٦ / 60 / 14.
(٤٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 ... » »»
الفهرست