ان كل من يقرأ الأسفار الخمسة من التوراة يدرك انها ليست التوراة و الألواح النازلة على النبي موسى (عليه السلام)، وانما هي مجرد سرد تاريخي صنف بعد وفاته، وقد تضمن تاريخ خلق الكون والانسان والتناكح والتناسل عبر الأجيال إلى عصر موسى (عليه السلام)، ثم وفاته ودفنه، وان الاحكام التي نسبها إلى موسى (عليه السلام) ليست سوى خبر واحد لا تعرف حجيته أو صحته وسقمه.
4 - ان التوراة والكتب الملحقة بها والتي يرى اليهود والنصارى حجيتها، قد تضمنت خرافات وأكاذيب وتقولات على الله ورسله، مما لا يمكن توجيهها أو تبريرها أبدا، وهذا يتنافى مع كونها وحيا:
أ - فمثلا جاء في الأصحاح التاسع عشر من سفر التكوين حول النبي لوط (عليه السلام) وابنتيه: " فسكن في المغارة هو وابنتاه، وقالت البكر (1) للصغيرة:
أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض، هلم نسقي أبانا خمرا ونضطجع معه فنحيي من أبينا نسلا، فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة، ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها، وسقتاه في الليلة الثانية، وقامت الصغيرة واضطجعت معه، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها، فحبلت ابنتا لوط من أبيهما، فولدت البكر ابنا ودعت اسمه " موآب " وهو أبو الموآبيين إلى اليوم، والصغيرة أيضا ولدت ابنا ودعت اسمه " بن عمي " وهو أبو بني عمون إلى اليوم ".
ب - جاء في الأصحاح الثاني والثلاثين من سفر الخروج: " ولما رأى الشعب