قائل منهم انه هو الله، وقائل هو ابن الله، وقائل ان الله حل فيه، وقائل انه اتحد مع الله، فكيفما توجهوا في تلك الدعاوي فإنهم راجعون إلى مذاهب ثلاث على عدد التثليث.
* (الأول) *: مذهب الملكية وهم الروم القائلون أن المسيح بعد الاتحاد جوهران، وأقنوم واحد وله طبيعتان لاهوتية وناسوتية فله بطبيعة لاهوتية مشيئة كمشيئة الأب، وله بطبيعة ناسوتية مشيئة كمشيئة موسى وداود وغيرهما من الأنبياء.
* (الثاني) *: مذهب النسطورية وهم نصارى المشرق يقولون أن المسيح بعد الاتحاد جوهران، واقنومان باقيان على طباعهما كما كانا قبل الاتحاد، غير أن لهما مشيئة واحدة يفعل بها فعل الاله وفعل الانسان وردوا الاتحاد إلى خاص النبوة إذ رأوه بالنسبة إلى الجوهرية والاقنومية محالا.
* (الثالث) *: مذهب اليعقوبية وهم نصارى الإفرنج قالوا أن المسيح صيره الاتحاد طبيعة واحدة وأقنوما واحدا فهو عندهم بعد الاتحاد إله كله انسان وله طبيعة واحدة يفعل بها ما يشبه فعل الاله وما يشبه فعل الانسان وهو أقنوم واحد.
فعلى تقدير صحة مقالتي الملكية واليعقوبية يمتنع قتل المسيح، فإن أبوا إلا القول بقتله فنقول لهم أليس بزعمكم أنه تركب من جوهر اللاهوت وجوهر الناسوت أقنوم شخص واحد؟ فإذا أقروا ولابد من