مجهول الحال عندهم حتى أنهم اختلفوا في اسمه!! ويكفي لرده وتكذيبه أن يوحنا لم يذكر في إنجيله تلك الأكاذيب التي انفرد بها المترجم، وكذلك مرقس ولوقا مع كثرة تتبعهما لروايته.
فيستحيل أن يكون شئ من أركان الدين، والايمان ولم تذكره الثلاثة الآخر لا سيما إنجيل يوحنا فإنه آخر الأناجيل تأليفا فلو كان لفظ الصلب موجودا في الأصل الصحيح لذكرته الأناجيل الثلاثة أيضا فتبين بالبداهة انه محض افتراء من المترجم، وقد تناقضت الأناجيل هاهنا ففي لوقا قال: " ان المسيح أخبر التلاميذ بأنه يسلم إلى الأمم ويستهزؤا به، ويشتم وينقل عليه، ويجلدونه، ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم فلم يفهموا من ذلك شيئا ".
ومثله ما في مرقس، ووافقهما يوحنا بذلك، وهنا صرح المترجم بأنهم يعلمون ذلك كما مر نص عبارته: (تعلمون أنه بعد يومين...) فلا يشك القارئ في أن هذا من التناقض الصريح.
فإن قلت يمكن حمل كلامه هنا على الاستفهام والمعنى هل تعلمون إلى آخره، ويرتفع التناقض المار ذكره.
قلت: أن الاستفهام هنا غير مراد بل هو إخبار عن علمهم، ويدل عليه ما ذكره صاحب كتاب تحفة الجيل ولفظه: " لقد عرفتم أنه بعد يومين إلى... " فلا شك أن ذلك نفي، واثبات يمتنع صدوره من الوحي، والحق أن إنكار التلاميذ على مريم حين أخبرتهم بقيامه هو