ظلمتك أما اتفقت معي على دينار فخذ الذي لك واذهب فاني أريد أن أعطي هذا الأخير مثلك، أو ما يحل لي أن أفعل ما أريد بمالي أم عينك شريرة، لأني أنا صالح هكذا يكون الآخرون أولين الأولون آخرين، لان كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون).
أقول: ان مراد المسيح بالآخرين الذين يكونون أولين الأمة المحمدية، لأنها أتت آخر الأمم كما أن نبيها خاتم الأنبياء ولا نبي بعده فهم الآخرون زمنا، والسابقون الأولون دخولا إلى الجنة وما ذلك إلا لثباتهم على الايمان وقولهم بتنزيه الباري، وقد جاء هذا المثل من المسيح (عليه السلام) تأييدا لما تقدم وإخبارا عن طريق المعجزة، لأنه علم بالوحي ما سيكون بعده، وأشار إلى الأمة الاسلامية بأنهم كفعلة الساعة الحادية عشر ويصدق دعوانا هذه من كان عنده بعض الادراك والفهم لما يقرء من كتاب الله تعالى أخبرنا فيه بان المسيح بشر بين قومه بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كما سبقه موسى (عليه السلام) فبشر به في التوراة. والمسيح عبر عن الدنيا بيوم وعن الأمم بالفعلة، وذكرهم على حسب ظهور أنبيائهم في عالم الدنيا فكنا نحن معاشر المسلمين فعلة أخر ساعة، لأننا أمة أخر رسول وهو خاتم الأنبياء ونبي الساعة، فإن قيل من أين لكم أن تكونوا من الآخرين الأولين؟ فنقول: ان المسيح سلام الله عليه كفانا مؤنمة الجواب لما بينه من المثل برب الكرم، وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء كما أن صاحب الكرم ليس للعاقل أن يعارضه، لأنه يتصرف في