والذاهبين كانوا كثيرين، ولم تتيسر لهم فرصة للأكل فمضوا في السفينة إلى موضع خلاء منفردين فرآهم الجموع منطلقين وعرفه كثيرون فتراكضوا إلى هناك من جميع المدن مشاة وسبقوهم واجتمعوا اليه فلما خرج يسوع رأى جمعا كثيرا فتحنن عليهم إذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدأ يعلمهم كثيرا).
ولوقا خالف صاحبيه أيضا حيث قال: (ولما رجع الرسل أخبروه بجميع ما فعلوا فأخذهم وانصرف منفردا إلى موضع خلاء لمدينة تسمى بيت صيدا فالجموع إذ علموا تبعوه فقبلهم، وكلمهم عن ملكوت الله، والمحتاجون إلى الشفاء شفاهم).
ويوحنا أهمل هذه القضية بالكلية.
فهذه عبارات الأناجيل الثلاثة أمامك فانظرها تجد:
المترجم جعل مجئ إلهه لهذا المكان هربا على أثر إخبار تلاميذ يوحنا بمقتله.
ومرقس أنف من نسبة الاله إلى الهرب، فجعل السبب لرواحه إلى موضع خلاء، لأجل استراحة الرسل الذين أرسلهم لدعوة الضالين من بني إسرائيل.
ولوقا أطلق ذلك وجعل ذهابه على حسب عادته.
وقد زاد مرقس فأوفى الكيل حقه من الزيادة على المترجم.
ونحن نعجب من جهل الرواة الذي دعاهم إلى المبالغة والمناقضة.