على نظرته للنبي يوسف (ع) وفي كل ذلك لن نجد إلا تخرصات ومزاعم لا تغني عن الحق شيئا.
هذا على مستوى تحليل المنهج الذي أودى به إلى أن يفكر بهذا الموضوع على هذه الشاكلة, وهو منهج أقل ما فيه أنه خلاف مدرسة ونهج أهل البيت (ع) وقد تضافرت النصوص الشريفة الداعية لنبذه.
أما على مستوى تحليل الحدث ضمن المعطيات التي تضعها النصوص بين أيدينا فلا أعتقد أن الرجل سيحظى بفرصة ولو ضئيلة يمكن لها أن تشفع له في تحصيل بعض العلم فضلا عن يقينه, وقبل أن نحلل هذا الأمر لا بد من أن نشير إلى أن طريقته في فهم هم يوسف (ع) مخالفة جملة وتفصيلا لما تبانت عليه مدرسة أهل البيت (ع) والنصوص الواردة عنهم (ع) تتحدث في الجانب المعاكس تماما لما قدمه تحليله, وطريقة تحليله مقتبسة مما طرحه القشيري في تحليل الحدث على ما نقله عنه القرطبي في تفسيره للآية عنه, هذا إذا لم نقل بأنه استفاد من عالم النفس اليهودي سيجموند فرويد وطريقته في التحليل النفسي في ترتيب نظريته هذه!! وباعتبار أننا في معرض تحليل ما جرى سعيا وراء الحقيقة فلن نبالي ضمن البحث المجرد من أي معين استقى فكرته هذه, فالمهم في حال دراسة الأفكار ليس من قالها, بل النظر إلى محتواها وقدرتها على حشد الأدلة الكافية للقبول بها.
أما الحدث على صعيد الفهم القرآني فهذا النمط من التفسير ما هو إلا نكبة في التفسير أكثر من أي شئ آخر، وإن المرء ليعجب في كيفية انسياق من له أدنى تصديق بنبوة الأنبياء إلى الاعتقاد بإمكانية أن يتهور خاطر النبي (حاش لله) فيهفو قلبه إلى الزنا بمحصن ائتمنه زوجها عليها وعلى ما في البيت بعد أن أحسن إليه, في الوقت الذي لا يسمح للآخرين أن يتصوروا عنه فيما إذا ما جالس فتاة أو مجموعة فتيات (وكثيرا ما يفعل) بأنه يهم بالزنا بهن حتى ولو على مستوى الخواطر النفسية، وهناك أكثر من مناقشة على هذا الصعيد سنكتفي ببعضها في هذا المجال.
أول هذه المناقشات تتعلق بطبيعة الشاهد الذي يستطيع أن يوفره كي يفسر الهم اليوسفي بهم الزنا أو بتعبيره: (أراد أن ينال منها ما كانت تريد نيله منه) فمحض