لهذا كانت المواجهة - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ٥٢
على نظرته للنبي يوسف (ع) وفي كل ذلك لن نجد إلا تخرصات ومزاعم لا تغني عن الحق شيئا.
هذا على مستوى تحليل المنهج الذي أودى به إلى أن يفكر بهذا الموضوع على هذه الشاكلة, وهو منهج أقل ما فيه أنه خلاف مدرسة ونهج أهل البيت (ع) وقد تضافرت النصوص الشريفة الداعية لنبذه.
أما على مستوى تحليل الحدث ضمن المعطيات التي تضعها النصوص بين أيدينا فلا أعتقد أن الرجل سيحظى بفرصة ولو ضئيلة يمكن لها أن تشفع له في تحصيل بعض العلم فضلا عن يقينه, وقبل أن نحلل هذا الأمر لا بد من أن نشير إلى أن طريقته في فهم هم يوسف (ع) مخالفة جملة وتفصيلا لما تبانت عليه مدرسة أهل البيت (ع) والنصوص الواردة عنهم (ع) تتحدث في الجانب المعاكس تماما لما قدمه تحليله, وطريقة تحليله مقتبسة مما طرحه القشيري في تحليل الحدث على ما نقله عنه القرطبي في تفسيره للآية عنه, هذا إذا لم نقل بأنه استفاد من عالم النفس اليهودي سيجموند فرويد وطريقته في التحليل النفسي في ترتيب نظريته هذه!! وباعتبار أننا في معرض تحليل ما جرى سعيا وراء الحقيقة فلن نبالي ضمن البحث المجرد من أي معين استقى فكرته هذه, فالمهم في حال دراسة الأفكار ليس من قالها, بل النظر إلى محتواها وقدرتها على حشد الأدلة الكافية للقبول بها.
أما الحدث على صعيد الفهم القرآني فهذا النمط من التفسير ما هو إلا نكبة في التفسير أكثر من أي شئ آخر، وإن المرء ليعجب في كيفية انسياق من له أدنى تصديق بنبوة الأنبياء إلى الاعتقاد بإمكانية أن يتهور خاطر النبي (حاش لله) فيهفو قلبه إلى الزنا بمحصن ائتمنه زوجها عليها وعلى ما في البيت بعد أن أحسن إليه, في الوقت الذي لا يسمح للآخرين أن يتصوروا عنه فيما إذا ما جالس فتاة أو مجموعة فتيات (وكثيرا ما يفعل) بأنه يهم بالزنا بهن حتى ولو على مستوى الخواطر النفسية، وهناك أكثر من مناقشة على هذا الصعيد سنكتفي ببعضها في هذا المجال.
أول هذه المناقشات تتعلق بطبيعة الشاهد الذي يستطيع أن يوفره كي يفسر الهم اليوسفي بهم الزنا أو بتعبيره: (أراد أن ينال منها ما كانت تريد نيله منه) فمحض
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 الإهداء 9
3 الفصل الأول: حكم المرجعية التاريخي بحق تيار الانحراف 11
4 الفصل الثاني: نماذج من وقائع الانحراف 17
5 تمهيد 19
6 في مسائل التوحيد والعدل والمعاد 25
7 في النبوة 31
8 الأنبياء 43
9 كلمة في البداية 43
10 1 - آدم (ع) 44
11 2 - نوح (ع) 45
12 3 - إبراهيم (ع) 46
13 4 - لوط (ع) 49
14 5 - يعقوب (ع) 49
15 6 - يوسف (ع) 49
16 7 - موسى (ع) 55
17 8 - هارون (ع) 58
18 9 - يونس (ع) 58
19 10 - داود (ع) 58
20 11 - سليمان (ع) 58
21 آصف بن برخيا (ع) 59
22 12 - زكريا (ع) 59
23 13 - يحيى (ع) 60
24 14 - عيسى (ع) 60
25 الرسول (ص) 61
26 في الإمامة وعقيدتنا في أهل البيت (ع) 71
27 أمير المؤمنين (ع) 79
28 الصديقة الزهراء (ع) 83
29 الإمام الحسين (ع) 94
30 السيدة زينب (ع) 94
31 الشعائر الحسينية والحسينيون 95
32 الإمام الكاظم (ع) 100
33 الإمام الرضا (ع) 100
34 الإمام المنتظر (عج) 100
35 التشيع والشيعة 101
36 أحاديث أهل البيت (ع) وعلم الدراية 103
37 الأدعية والزيارات 107
38 في الفقه والأصول 112
39 الشذوذ الفقهي 115
40 فقه وثقافة الخلاعة والإباحية 120
41 في المسألة الفكرية 124
42 قرآنيات 124
43 مخالفات إسلامية عامة 125
44 متفرقات عامة 128
45 قطرة من إناء الذات 131
46 نماذج من ثقافة التناقض والتدليس 131
47 حديث الكساء 131
48 قصة شرب الخمر 131
49 قصة مظلومية الزهراء (ع) 132
50 سهو النبي (ص) 133
51 عصمة النبي والإمام (ع) 133
52 مع خصومة الفكريين 134
53 السيرة الذاتية 139
54 خاتمة 141