التعليق: يا سبحان الله ألم يك إبراهيم قد رأى السماوات قبل ذلك؟! فأين كانت هذه الأجرام من قبل ليلجأ إلى هذا التسلسل في الرؤية والتفكير والتقرير؟!
96 - انكشفت له الحقيقة الصارخة فيما ضاع الإله في الأجواء الأولى للصباح فقد كان يعيش في وهم كبير فاهتزت قناعاته من جديد. (من وحي القرآن 9: 179).
97 - ورأى القمر.. قارن بين نور الكوكب ونور القمر الذي يتدفق كشلال في قلب الأفق فأين هذا من ذلك, فهذا هو السر الإلهي الذي كان يبحث عنه فقال هذا ربي وعاش معه في حالة روحية في التصوف والعبادة لهذا الرب النوراني، وحينما بدا يبهت ويغيب انطلقت الحيرة من وعيه من جديد, وعاش في التصور الضبابي المبهم الغارق في الغموض يتوسل بالرب الذي لا يعرف كنهه أن يهديه لئلا يضل ويضيع وما زال ينتظر وضوح الحقيقة. (من وحي القرآن 9: 180).
98 - ويرى الشمس فإذا به يهتز ويتحرك في قوة وامتداد وحيوية دافقة (9:
180).. فتكبر الصرخة في طفولية ظاهرة (هذا ربي هذا أكبر) ويكون الاعتبار هذه المرة للحجم في ما لا توحي به إلا أفكار الطفل لأن الأشياء الكبيرة توحي للفكر الساذج بالهيبة والعظمة. (من وحي القرآن 9: 183).
التعليق: بعد هذا الحديث المطول والذي اشتمل على أربع صفحات اختصرناه هنا جدا عن اندفاع إبراهيم (ع) نحو عبادة هذه الكواكب واستغراقه الروحي وتأملاته الصوفية فيها. عاد ومن خلال (5 أسطر) لينقض كل ذلك من خلال القول بأن هذا القول لا ينسجم مع عصمته!!
ولعمري فإن مثله مثل شخص عرف لصا على كل التفاصيل المتعلقة بالوصول إلى مال معين، وبين له ضمن إغراءات متعددة حجم المال، وكيفية أخذه، والساعة المناسبة لفعل ذلك! حتى إذا ما انتهى من كل ذلك أعقب حديثه بالقول بشكل مقتضب عن حرمة السرقة!
على أن هذا الأسلوب يمثل في واقع الحال منهجا معتادا لداعية الضلال فهو بعد إفاضته بالحديث عن إشراك إبراهيم في عبوديته وتوسعه في الحديث عن الضياع العقائدي الذي سببته طفولية إبراهيم وما سيأتي في حديثه عن موسى (ع) يستهدف عدة أمور منها الخدش بشخصية إبراهيم ومنها بشخصية جميع الأنبياء (ع) وإسقاط هالة القداسة التي